مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

يقول السائل : ماصحة حديث أدبني ربي فأحسن تأديبي؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; هذا الحديث لا أصل له رواه ابن سمعان في أدب الإملاء والإستملاء وكذلك العسكري في كتاب الأمثال(1) وقال العلماء أنه لا أصل له، قال شيخ الإسلام إنه وإن كان لا أصل له لكن المعنى صحيح، وثبت عن عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم أنها لما سُئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت:" كان خلقه القرآن"(2)، لا شك أن الأدب العظيم هو الأدب بالقرآن، بإمتثال القرآن، يعمل بالقرآن، يأتمر حيث أمر، وينتهي حيث نهى  القرآن، هذا هو الأدب العظيم، وهذا هو القرآن العظيم الذي نزل، فيتأدب المسلم بما أدبه الله به سبحانه وتعالى، والحاصل أن معنى الحديث صحيح، لكن من جهة الثبوت لا يثبت، وإن كان كلامًا حسنًا، لكن لا يجوز  نسبته إلى النبي عليه الصلاة والسلام ما دام أنه لا أصل له، فإذا قاله الإنسان على سبيل البيان، وأن الإنسان يتأدب بأدب القرآن، وأنه عليه الصلاة والسلام هو رأس المتأدبين بأدب القرآن وهو أدب الرحمن، والقرآن هو مأدبة الرحمن، وكل آدب يدعُ إلى مأدبته والقرآن يدعو إلى كل خير، فأقول إن النبي عليه الصلاة والسلام لا يقول إلا الحسن، وليس كل قول حسن قاله النبي عليه الصلاة والسلام، وكل قول حسن فإنه داخل في عموم أقواله صلوات الله وسلامه عليه، والواجب هو التحقق في نسبة قوله إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وإن كان حسنًا، ولهذا الإنسان يتحرى فيما ينسب إلى النبي عليه الصلاة والسلام، لأن نسبته إليه يترتب عليها أحكام شرعية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه ابن السمعاني في أدب الإملاء والاستملاء ص 1 ، ونسبه السخاوي في المقاصد ص 29 للعسكري في الأمثال وضعفه، وقال شيخ الإسلام ابن تيميه : إن معناه صحيح ، ولكن لا يعرف به إسناد ثابت. انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (18/375)، وجاء في الموسوعة الحديثية لابن حجر(3/399).قال الحافظ في حديث (( أدبني ربي فأحسن تأديبي)): أخرجه العسكري في الأمثال في أول حديث سنده غريب ، وقد سُئل عنه بعض الأئمة فأنكروا وجوده ، وقال الزركشي في اللآلئ المنثورة لم يأت من طريق يصح وقال السخاوي في الأجوبة المرضية :لا يعرف له إسناد ثابت وروي عن علي وابن مسعود بسند لا يصح. وأورده الشوكاني في الأحاديث الموضوعة رقم (27) وضعفه أيضا الألباني انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة|( 1/101 -102 ) (2) أخرجه أبو داود (1342)، والنسائي (1601). وابن ماجة (2333)، وأحمد (23747). وابن خزيمة في صحيحه (1062)، وابن حبان في صحيحه (2551).


التعليقات