• تاريخ النشر : 01/06/2016
  • 332
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

يقول ما صحة حديث الدعاء عند دخول السوق؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;  حديث دعاء دخول السوق، رواه الترمذي من رواية عمرو بن دينار كهرمان الزبير عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن جده عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام من قال: إذا دخل السوق لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك والحمد يحيي ويميت هو حي لا يموت له الخير وهو على كل شيء قدير، كُتِبَ له ألف ألف حسنة، ومحيت عنه ألف ألف سيئة، ورُفِعَ ألف ألف درجة، أو نحواً مما قال عليه الصلاة والسلام، وهذا الحديث ضعيف لرواية عمرو بن دينار كهرمان الزبير(1)، وجاء عند ابن السني من رواية ابن عباس(2) يكُتِبَ له ألفي ألف حسنة، في هذه الفضائل الثلاثة، لكن الحديث عند ابن السني حديث موضوع، ورواية الترمذي ضعيفة فلا يحتج بها، وذكر الله سبحانه وتعالى مشروع، خاصة في السوق، لأنه محل الغفلة، وقلة الذكر وربما تقع فيها الأيمان الفاجرة والصفقات والعقود المحرمة ونحو ذلك، فذكر الله سبحانه وتعالى في هذه المواطن، مواطن الغفلة، من أجل الأعمال وأفضلها عموماً، بأي ذكر؟ لكن خصوص هذا الفضل وهذا الذكر في دخول السوق، لم يثبت به حديث.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) حديث دعاء السوق أخرجه الترمذي (3429) وابن ماجه (2235) والطيالسي (11) وأحمد في المسند (1/47) والبزار (1/238) والطبراني في الدعاء (789) وابن السني (182) وابن عدي في الكامل (5/135) من طرق عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن جده مرفوعا.وهذا الحديث طرقه ضعيفة جداً آفتها عمرو بن دينار مولى آل الزبير، وقد نص غير واحد من الحفاظ أن الحديث معروف به، واتفقوا على إنكاره عليه، وعمرو هذا يظهر من ترجمته أنه واهٍ، وفي روايته عن سالم مناكير، كما قال البخاري والنسائي والفلاس وأبوحاتم والساجي، وغيرهم، واعتبر ابن عدي (5/136): أن حديث السوق، لا يرويه عن سالم غير عمرو بن دينار هذا، وكل من تكلم من الأئمة على حديث عمرو عدّ هذا من مناكيره.وقال علي بن المديني في مسند عمر (كما في مسند الفاروق 2/642): كان أصحابنا يُنكرون هذا الحديث أشد الإنكار. (2) أخرجه ابن السني (183) من طريق أبي حفص التِّنِّيسي، عن صدقة، عن الحجاج بن أرطاة، عن نهشل بن سعيد، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من قال حين يدخل السوق: لا إله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله، والله أكبر، والحمد لله، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله: كتب الله عز وجل له ألفي ألف حسنة، ومحا عنه ألفي ألف سيئة، ورفع له ألفي ألف درجة".وهذا سند مسلسل بالضعفاء، فأبوحفص ضعيف، وصدقة هو السمين، وهو ضعيف، وشيخه الحجاج فيه ضعف، وكان يدلس، وقد عنعن، ثم نهشل متروك، وكذّبه ابن راهويه، والضحاك لم يسمع من ابن عباس، ومتنه مخالف للمشهور عن الحديث!وقال الألباني في الضعيفة (5171): موضوع، وهو كما قال والله أعلم.


التعليقات