• تاريخ النشر : 25/07/2016
  • 235
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

يقول السائل : ما صحة حديث أن المرأة التي إذا خرجت متعطرة كالزانية؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; هذا حديث رواه أبو داود، و الترمذي، والنسائي، وإسناده  الظاهر أنه مقارب لا بأس به، وفيه أنهعليه الصلاة والسلام قال:"إذا استَعطرتِ المرأةُ، فمرَّتْ علَى القومِ ليجِدوا ريحَها، فَهيَ كذا وَكَذا"(1) صحيح أبي داود ، وجاء عند  الترمذي و النسائي يعني زانية،(2) والبعض قال: جزم بأنها زانية، والمعنى أنه لا يجوز ذلك وهذا واضح. والمعنى (زانية) مثل ما قال عليه الصلاة والسلام:" فالعينان تزنيان وزناهُما النظرُ"(3)، والمعنى أنها تستجلب الأنظار إليها، وتدعوهم إليها؛ ونظر العينين زناً في هذه الحالة. فهي تسببت في هذا ودعت إلى النظر إليها بفتنتها؛ فكانت كذا وكذا، هذا لا يجوز لها، ولهذا في حديث أبي هريرة عند أبي داود بإسناد فيه ضعف؛ أنه مر بامرأة، ولذيلها إعصار- رائحة قوية- قال: إلى أين ياأمة الجبار؟ قالت: إلى المسجد، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أيُّما امرأةٍ خرجتْ من بيتِها مُتطيِّبَةً تريدُ المسجدَ لم يقبلِ اللهُ عزَّو جلَّ لها صلاةً حتى ترجعَ فتغتسلَ منه غُسلَها من الجَنَابةِ"(4) مسند أحمد؛ يعني من تطيبت فلا تصلي في المسجد حتى تغتسل غسل الجنابة، يعني تغسل بدنها غسلاً تاماً حتى تزول الرائحة، فلا يجوز للمرأة أن تخرج متطيبة؛ لأن هذا يدعو إلى الفتنة. فالزينة في بدنها، وبالثياب التي تجلب الأنظار إليها؛ لأن الفتنة تكون بها، وكذلك الرائحة التي تجلب النظر إليها هذا لا شك يوقع فتنة عظيمة. بخلاف ما إذا تطيبت، وخرجت من بيتها في سيارة، وكانت هذه السيارة فيها محارمها، وليس فيها أجنبي من بيتها مباشرة إلى المركوب، أو تطيبت في هذه السيارة ثم نزلت إلى البيت الآخر في مناسبة وليمة بين النساء؛ فلا يظهر أن به  بأس، أما أنها تركب مثلاً، أو تمشي في الطريق، أو في سيارة فيها أجنبي سائق ونحو ذلك؛ فهذا لا يجوز. ولهذا تقدم معنا أنه لا يجوز المرأة أن تتطيب في الخروج إلى المسجد للصلاة فكيف لغير المسجد فإنه من باب أولى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه أبو داود، رقم (4173)، (2) أخرجه الترمذي (2786) والنسائي (5126) وأحمد (19211). (3) أخرجه البخاري (6612)، ومسلم (2658). (4) أخرجه ابن ماجه في «الفتن» باب فتنة النساء (٤٠٠٢) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع» (٢٧٠٣).


التعليقات