الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; لا شيء عليها، وقد شعرت بالموت؛ ولهذا قالت ما قالت، وهذا ربما يقع بين جملة من المرضى سواء بالسكر أو بغير السكر ، إذا كان الصوم يضر به فإنه يجب عليه الفطر لقول النبي صلوات الله عليه "لا ضر ولا ضرار"(1) ، وقال سبحانه: ﴿وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾(2). فلا يجوز للإنسان أن يعمل عملًا يضره، والنبي -عليه الصلاة والسلام- لما رأى رجلٌ قد غشي عليه قال: «ما شأنك؟ قال: صائم يا رسول الله سقط من شدة التعب مع صومه قال عليه الصلاة والسلام: ليس من البر الصيام في السفر»(3). كذلك ليس من البر الصوم مع المرض الشديد إذا كان يعني المرض الشديد ليس من البر، البر في الفطر ليس في الصوم، «والله يحب أن يؤخذ برخصه(4) وقال: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: 184].هذا هو البر لكن إن كانت مثلًا يعني مثل مرضى السكر قد يستطيع الصوم فهذا لا بأس به فإن احتاج إلى العلاج فليأخذه، وهذا العلاج يختلف إن كان مجرد إبرة فالإبرة على الصحيح لا تفطر الأنسولين لا تفطر على الصحيح، وإن كان العلاج هذا مثلًا شراب أو طعام هذا يفطر لكن كما سبق به يرجى لها خير إن شاء الله، وأنها لعلَّها شعرت بذلك، وهي ربما في حالة قوتها لكن قد ضعفت وإن كان الأولى لمن حصل له شدة هو الفطر في مثل هذه الحالة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه ابن ماجة (2341) أحمد (2865)، وابن أبي شيبة 7/ 256  والطبراني (11806)، والبيهقي 6/ 69  والدارقطني (4540)، (2) [البقرة:195].
(3) أخرجه مسلم (1115)(92). (4) أخرجه أحمد (5866) ابن حبان (3568)  البيهقي في"السنن"3/140 وأخرجه ابن أبي شيبة 9/59 وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد"3/162، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، والبزار، والطبراني في"الأوسط"، وإسناده حسن. وله شاهد من حديث عبد الله بن عباس عند ابن حبان (354) ، ولفظه:"إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه"، وإسناده صحيح.