• تاريخ النشر : 03/01/2017
  • 274
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1436
السؤال :

يقول السائل :إني كنت شاباً قبل ثلاثين عامًا، أفطر في نهار رمضان، وكنت أسرق مع إني غير جاهل أعرف أنه حرام، ولكن الشيطان يغلب علي، ولأني الآن تبت قبل ثلاثين عامًا، أفيدوني؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; المسألة الأولى: ما يتعلق بالفطر في نهار رمضان عمداً. أما ما يتعلق بالفطر: لا شك أنه جرم عظيم، والحمد لله حيث تفضل عليكم بالتوبة، والرجوع إلى الحق، فالواجب عليك الاستمرار على التوبة، والازدياد من النوافل، والطاعات، والصلاة، والصوم، هذا من الأمور الحسنة.  أما قضاء الصوم، فجمهور العلماء يقول: إن عليك أن تقضي هذا الصوم بما يغلب على ظنك من هذه الأيام، إن كنت تعلمها، فيجب عليك قضاء هذه الأيام، وإن كنت لا تعلمها، فبما يغلب على ظنك، فإذا غلب على ظنك أنك أفطرت مثلاً من عامين، أو ثلاثة أعوام؛ نصف الشهر، أو أكثر الشهر، فإنك تقضيها.  والقول الثاني: أن عليك التوبة، وأنه لا يقضي عنك رمضان قضاؤه، وذلك أن الفطر عمداً جرم عظيم، كيف يقضى رمضان من أفطره عمداً في غير رمضان؟
ويحتاج الأمر بالقضاء إلى أمر، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من نام عن صلاةٍ أو نسيها،(1) فقضاء الصلاة لا يجب إلا على النائم، والناسي، ولذلك قالوا العامد لا يقضي، فإذا كانت الصلاة كذلك، فالصوم، ومنهم من فرق بين الصوم، والصلاة، قال إن الصلاة من تركها فقد كفر، بخلاف الصوم فإنه في دائرة الإسلام، ولا شك أن القول الذي يقول لا تقضى قوي، أقوى من ذاك القول.  وإن كان الأخذ بقول الجمهور في هذه الحالة أحوط، فإذا  أفطرت أنت في هذه الأيام، وكانت الأيام ليست كثيرة، واجتهدت تصوم ما تيسر لك من الأيام، واحتسب بعض الأيام من أيام النوافل، هذا أحوط، وأبرأ لذمتك إذا كان لا ضرر عليك في ذلك، خاصة أنه قول جماهير العلماء رحمة الله عليهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرجه مسلم (680) (309)، والترمذي (3434)، والنسائي في "المجتبى" (618 - 619)، وابن ماجه (697).  


التعليقات