مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

ما حكم صوم يوم عاشوراء، ويوم عرفة إن وافق يوم السبت؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; السبت لا بأس بصومه مطلقاً على الصحيح، والسؤال إذا اجتمع عاشوراء مع يوم البست؛ أو عاشوراء كان يوم الجمعة، وتصوم السبت مثلاً، المقصود إذا وافق السبت يوماً من هذه الأيام، نقول أولاً: حديث النهي عن صوم يوم السبت حديث لا يصح، حديث مضطرب، بل حديث منكر في الحقيقة العلماء بينوا نكارته، وتصحيحه بعيد حتى قال بعضهم إنه كذب، و قالوا إنه منسوخ، فعلى هذا نقول: يجوز صومه أيضاً ابتداءً على الصحيح، أما من شدد وقال: لا يصام؛ لا ابتداءاً، ولا تبعاً فهذا في الحقيقة قول لا يكاد يعرف من قاله، خاصة إذا كان هذا الحديث حتى الذين رووه قالوا أنه مخصوص، وابن القيم فسر هذا القول:"إلَّا فيما افتُرضَ عليكُم" () تنقيح تحقيق التعليق، وفسره قال: إن معنى الكلام أنه بعيد أن يقال: أنه لا يصام مطلقاً؛ لا مضموماً ولا مفردًا. لأن ظاهر الحديث أنه لا يصام؛ لا وحده،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ) . أخرجه أبو داود ( 2421 ) والترمذي ( 1 / 143 ) وابن ماجه ( 1726 ) والدارمى ( 2 / 19 ) والطحاوي ( 1 / 339 ) وابن خزيمة في ( صحيحه ) ( 2164 ) والحاكم ( 1 / 435 ) والبيهقي ( 4 / 302 ) وأحمد ( 17233)، قال الترمذي : ( حديث حسن)، وقال الحاكم :( صحيح على شرط البخاري ) وأقره الذهبي، وصححه ابن السكن كما في ( التلخيص ) ( 2 / 216(. ولا مع غيره؛ لأن الاستثناء معيار عموم، وهذا يبين غرابة، ونكارة و مخالفة الأخبار الصحيحة؛ فعلى هذا إذا صام السبت وهو يوم عاشوراء، أو صام مثلاً الجمعة ثم صام السبت بعد عاشوراء فلا بأس من ذلك، أو كان السبت هو التاسع، وعاشوراء يوم الأحد؛ فلا بأس من ذلك ولله الحمد، وهذا قول عامة أهل العلم فيما يتعلق بيوم السبت.


التعليقات