الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; هذا ما ثبت فيه شيء، ونبه عليه ابن القيم رحمه الله، واشتهر حديث أن « عرفة إذا وافق يوم الجمعة هو بـسبعين حجة» وهذا حديثٌ ذكره رزين بن معاوية العبدري أبو الحسن، وهو عن الإمام الحافظ اللأندلسي، توفي سنة (خمسٍ وثلاثين وخمسمائة) -رحمه الله-، وهو يعني أخذ عليه أنه زاد زوائد في الكتب الستة التي جمعها، وقد ذكر ابن الأثير بعض الأحاديث التي ذكرها وفيها أخبار منكرة، وهذا خبرٌ منكر، وحجة يوم الجمعة لا شك أو يوم الجمعة إذا وافق الحج فإن فيه فضلًا عظيمًا، فهو وافق لحجة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وفيه سماع العيدين، يوم عرفة عيد، ويوم الجمعة عيد. وقال عليه الصلاة والسلام في حديث عقبة ابن عامر: «أيام التشريق، ويوم عرفة، وأيام النحر عيدنا أهل الإسلام»(2).  كذلك جاء في يوم الجمعة في فضله عنه عليه الصلاة والسلام «إن خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة»(3) عند مسلم، وفي حديث أبي لبابة عند ابن ماجة بسندٍ جيد أنه عليه السلام قال: «أن يوم الجمعة سيد الأيام، وهو أعظم من يوم الفطر، ومن يوم النحر، وفيه خمس خصال» إلى أن قال: «وما من دابةٍ، ما من ملكٍ مقربٌ، ولا دابةٍ، ولا إنسٍ، ولا جنٍ، ولا جبل، إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة»(4) يعني أنه ألهمنا أن هذا اليوم هو الذي تقوم فيه الساعة. المقصود أن له فضله كما تقدم في قصة عمر t حينما قال: «إنه قد علمنا اليوم الذي جاءت فيه الساعة الذين جاءت فيه، وهو اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا»(5) والمعنى أنه يوم عيد بحمد الله سبحانه وتعالى، لكن خبر هذا لا يصح، بل لا أصل له.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  (1)"أفضل الأيام يوم عرفة إذا وافق يوم الجمعة ، وهو أفضل من سبعين حجة في غير جمعة " . وقد حكم عليه الأئمة ببطلانه ، وعدم صحته : قال ابن القيم – رحمه الله - :وأما ما استفاض على ألسنة العوام بأنها تعدل ثنتين وسبعين حجة : فباطل لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا عن أحد من الصحابة والتابعين والله أعلم . (2) أخرجه أبو داود (2419) ، والترمذي (773)، والنسائي في "المجتبى" 5/252، والدارمي (1764) وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. (3)أخرجه مسلم (854) (17) ، (4) أخرجه ابن ماجة (856) . (5) أخرجه البخاري (4606) ، ومسلم (3017) (3) ،