مصدر الفتوى :
فتاوى برنامج يستفتونك - قناة الرسالة
السؤال :

سألت عن صوم شهر محرم يا شيخ تقول: هل يصام كله أم بعضه؟ وهل ثبت أن الرسول صامه كاملًا ؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; الذي ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- من حديث أبي هريرة عند مسلم أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الحرام، وأفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل».(1) وروى أهل السنن أبو داود وغيره من حديث أبي مجيبة الباهلي عن أبيه أو عمه في حديثٍ طويل، وفيه أنه لقي النبي -عليه الصلاة والسلام- ثم لقيه بعد عام، فرآه متغيرًا، قال: «ما الذي غيرك ألم تأتينا عام أول» قال: ما أكلت بعدك طعامًا إلا بليل، قال:«من أمرك أن تعذب نفسك؟»، ثم قال:«صم من الحرم واترك»(2) وهذا حديثٌ أخر في أشهر الحرم ومنها المحرم، فاللي ورد فيه وفي سنده لين، لكن العمدة على حديث أبي هريرة المتقدم، وعموم الأدلة ليست التي فيه الصوم، لكن هذا خصوص شهر محرم. وأهل العلم قالوا: لا بأس أن يصوم شهرًا كاملًا. ومن أهل العلم من قال: لا يصوم شهرًا كاملًا لما روى مسلم من حديث عائشة أنها قالت -رضي الله عنها-: «ما استكمل رسول الله شهرًا كاملًا، ولا قام ليلةً حتى أصبح»(3) لكن قولها هذا فيه نظر، فقد روى النسائي بإسنادٍ صحيح ما يدل على أنه قام ليلةً كاملةً من حديث خباب على أنه -عليه السلام-، وأنه لم ينصرف منها حتى برق الفجر أو كان مع طلوع الفجر. وجاء في أخبارٍ أخرى صحيحة ما يدل على أنه قام عليه الصلاة والسلام. ومنها أيضًا حديث أبي ذر "خشينا أن يفوتنا الفلاح"(4) وهو السحور، وهذا يدل على أنه ربما أنه -عليه السلام- قام لكنها في ليالي قليلة، ومن ذلك الصوم، وعلى هذا لو استقبل الإنسان شهر محرم فلا بأس من ذلك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه مسلم (1163). (2) أخرجه أبو داود (2428)، والنسائي في "الكبرى" (2756) وابن ماجة (2756) وهو في "مسند أحمد" (20323). (3) أخرجه مسلم (4810). (4) أخرجه أبو داود (1375)، والترمذي (817)، والنسائي 3/ 83 .وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.


التعليقات