هذا سائل يسأل يقول: نرى كثرة المعاصي في رمضان، فكيف يتوجه ذلك مع قوله صل الله عليه وسلم، إذا دخل رمضان صفدت الشياطين؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
بين العلماء أن هذا لا منافاة فيه؛ لحديث أبي هريرة عنه عليه الصلاة والسلام" (إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين)(1)، وفي رواية أخرى (سلسلت الشياطين) (2)، فهذا النبي عليه الصلاة والسلام قال صفدت أي ربطت بالسلاسل، ولم يقل النبي عليه الصلاة والسلام إنهم يموتون، فهذا لا ينفي أنهم يوسوسون بالمعاصي ويقع من الشر بهذا، لكن يخف شرهم في شهر رمضان وليس فيه أن شرهم ينقطع، وجواب آخر أيضاً، وهو في الحقيقة يجتمع مع هذا ولا ينافي، بمعنى أنه يخف شرهم كذلك أيضاً جاء في رواية عند النسائي بإسناد صحيح، أنه عليه الصلاة والسلام قال (صفدت فيه مردة الجن) (3)، وهذا بإسناد صحيح وله شاهد أيضاً عند النسائي من رواية عتبة بن فرقد رواه عنه عرفجة بن عبد الله السلمي عن طريق شعبة عن عطاء بن السائب عن عرفجة بن عبد الله السلمي عن عتبة بن فرقد، وشعبة، أيضاً روى عن عطاء قبل الاختلاط و عرفجة بن عبد الله السلمي هذا حكمه مقبول يعني حيث يتابع، لكن يشهد له في الرواية الأخرى وفيها أنه تصفد فيها كل عاتِ كل شيطان عنيد أو متمرد، خصص التصفيد والقيد في العتاة منهم، فمفهومه من لم يكن عاتياً ربما لم يصفد، فهذا لا ينفي أن يقع منه شر وفساد ووسوسة ومن هذا، والخبر الآخر يدل على أن حدة شرهم وفسادهم يخف في هذا الشهر، وبهذا يظهر أنه لا منافاة بين الأخبار في هذا الباب، نعم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه البخاري (1898) ، ومسلم (1079) (1) ،
(2) أخرجه البخاري (1899).
(3) أخرجه النسائي (2106).