السؤال: ما حكم فضل الطعام الذي يتبقى في الفم ويخرج أثناء الصلاة؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; الجواب: فضل الطعام الذي يبقى بين الأسنان هذا لا يضر المصلي ولا يضر الصائم لكن إن خرج شيء له جرم في هذه الحالة على الإنسان أن يلفظه إذا كان صائمًا وكذلك إذا كان يصلي فإنه لا يبتلعه أما ما يجري مع الريق فهذا لا يضر، ما يجري مع الريق في الغالب أن هذا يكون بغير اختيار الإنسان فلا يضر الإنسان ولذا الإنسان إذا تسحر أو أفطر مثلاً فإنه يعني حينما يغسل فمه ربما يبقى شيء من الطعم فيحس به في الصلاة وكذلك أيضًا يحس به في أثناء صومه بعد السحور ولم يأمر الشارع باستعمال المواد الحادة في تنظيف الفم عند إرادة الصلاة بعد الطعام وكذلك عند إرادة الصيام بعد أكل السحور وإنما يدل على خلاف ذلك والنبي عليه الصلاة والسلام شرب لبن وتمضمض وقال:" إنه له دسمًا"(1) ومعلوم أن الإنسان قد يشرب اللبن وقد يصلي بعد ذلك ولم يأمر النبي عليه الصلاة والسلام بزيادة على ذلك من جهة المبالغة في غسل الفم. وجاء في حديث رواه أبو داود (أنه عليه الصلاة والسلام مر بصاحب برمة وهو يريد الصلاة فقال يا صاحب البرمة هل نضجت برمتك قال نعم يا رسول الله فأخذ منها قطعةً فلم يزل يلوكها عليه الصلاة والسلام حتى دخل في الصلاة)(2) ومعلوم أن مثل هذه القطعة التي تؤخذ من هذه البرمة يبقى لها أثر في الفم ولم ينقل أنه عليه الصلاة والسلام تمضمض لها أو غسل فمه لها فهذا لا بأس به ولا يضر ومثل هذا مما يجري مع الريق لا يضر الصائم كما تقدم ومن ذلك أيضًا أن الإنسان قد يتمضمض للصلاة ولا يأمر إذا كان صائمًا أن ينشف فمه أو أن يبالغ في إخراج أثر المضمضة ومعلوم أنه يبقى شيء مما يجري مع الريق من أثر المضمضة ومثل هذا كما لا يضر الصائم فكذلك لا يضر المصلي. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: شَرِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَنًا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَمَضْمَضَ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ لَهُ دَسَمًا " أخرجه البخاري (211) ، ومسلم (358) (95) ، (2)أخرج أحمد (17702)، وأبو داود (193) والترمذي في "الشمائل" (166)، وابن ماجه (3311) من طريق سليمان بن زياد، عن عبد الله بن الحارث بن جزء قال: أكلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شواء في المسجد، فأقيمت الصلاة، فأدخنا أيدينا في الحصى ثمَّ قمنا نصلي ولم نتوضأ. وإسناده حسن. وأخرجه ابن حبان (1657)