مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

يقول السائل : هل الأفضل للنساء الجلوس في بيتها أم الاعتكاف بالحرم؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; المرأة إذا جلست في بيتها وصلت، قد يكون أفضل لها، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر نسائه أن يعتكفن، إنما استأذنوه رضي الله عنهن، ولم يأمر ابتداءً عليه الصلاة والسلام بالاعتكاف، وهناك دليل على أنه لا بأس بأن تعتكف، إن اعتكفت لا بأس به، والنبي لم ينكر الاعتكاف إنما أنكر حينما رأى اجتماع نساءه في الأخبية بالمسجد (1)، فالمرأة إذا رأت أن بقائها في بيتها أسلم لها من مخالطة الرجال ومن الزحام، فهو أفضل وأكمل،"وإنَّها لتَكُونُ أَقْرَبَ إلى اللهِ مِنْها في قَعْرِ بَيتِها"(2)، وفي لفظ آخر عند ابن مسعود رضي الله عنه:" وأقربُ ما تكونُ من وجهِ ربِّها وهي في قَعرِ بيتِها"(3)، وتقدم أنه عليه الصلاة والسلام أمر النساء أن يصلين في بيوتهن، قال: "لا تَمْنَعُوا إِماءَ اللهِ مساجِدَ اللهِ"، لكن البيت خير لهن(4)، قال: "وليخرُجْنَ تَفِلاتٍ"(5)، وقال في حديث ابن مسعود "صلاةُ المرأةِ في بيتِها أفضلُ مِن صلاتِها في حُجرتِها، وصلاتُها في مَخدَعِها، أفضلُ مِن صلاتِها في بيتِها" حديث صحيح(6)، وحديث أم حميد:"قالت: يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إني أحبُّ الصلاةَ معك، فقال: قد علمتُ أنكِ تُحِبِّينَ الصلاةَ معي، وصلاتُكِ في بيتِك خيرٌ من صلاتِكِ في حجرتِكِ، وصلاتُكِ في حجرتِكِ خيرٌ من صلاتِكِ في دارِكِ، وصلاتُكِ في دارِكِ خيرٌ من صلاتِكِ في مسجدِ قومِكِ، وصلاتُكِ في مسجدِ قومِكِ خيرٌ من صلاتِكِ في مسجدي، فَأَمَرَتْ، فَبُنِيَ لها مسجدٌ في أقصى شيءٍ من بيتِها وأظلمِه، فكانت تصلي فيه حتى لَقِيَتِ اللهَ عز وجل"وحسنه الألباني ،(7) فالصحابة لم ينكروا خروج النساء للمسجد رضي الله عنهم ، لكن لا تنهى النساء عن المسجد ولا تمنع بل لا يجوز، كما أنكر ابن عمر على من أنكر ذلك (8)، إذا التزمت بالآداب الشرعية، لا تخرج متطيبة، تخرج متسترة محتشمة، فإذا التزمت بالآداب الشرعية الواجبة في هذه الحالة لا تمنع، وترى إن كانت ترى أن بقاء البيت يضعفها وتكسل وتنشغل توازن بين هذا، هذه أمور مبنية على ما يحصل لها من الأنس والقرب وكثرة عمل الخير.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ، ثم دخل معتكفه ، وإنه أمر بخبائها فضرب ، وأمر غيرها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، بخبائه فضرب ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر نظر فإذا الأخبية ، فقال : ( آلبرَّ تُردْن ؟) فأمر بخبائه فقوض ، وترك الاعتكاف في شهر رمضان ، حتى اعتكف في العشر الأول من شوال". أخرجه البخاري ( 1928 ) ومسلم ( 1173).  (2) أخرجه ابن حبان (5599). (3) أخرجه ابن خزيمة (1591). (4) أخرجه البخاري ( 900 ) ومسلم ( 442). من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه. (5) أخرجه أبو داود (565). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(6) أخرجه أبو داود (570). وابن خزيمة (1593). والحاكم (1/209) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
(7) أخرجه أحمد (26549), وابن خزيمة (1594). وابن حبان (2217). والبيهقي في السنن الكبرى (3/132). (8) في الصحيحين عن ابن عمر مرفوعًا: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله"، ومنها ما فيهما من حديثه أيضًا: "ائذنوا للنساء إلى المساجد بالليل" وأن ابنا لابن عمر قال: "والله لا نأذن لهن، فيتخذنه دغلا". . فسبه وغضب. وقال: أقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ائذنوا لهن" وتقول: "لا نأذن لهن"!! أخرجه البخاري ( 899 ) ومسلم ( 444). من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه.


التعليقات