مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - الحج 1436
السؤال :

يقول السائل : الامتناع عن صوم يوم السبت هل هو حديث صحيح؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; الحديث النهي عن صيام السبت حديث مضطرب لا يصح وهذا الحديث عن الصماء إما عن أخيها أو عنها أو عن عمتها واضطراب في روايته كثير حديث مضطرب وتكلم العلماء فيه كلام كثير لأهل العلم منهم من قال أنه موضوع ومنهم من قال أنه حسن ومنهم من قال ضعيف ومنهم من قال منكر ومنهم من قال أنه صحيح يعني جاءت في هذه الأقسام والأظهر أن الحديث فيه نكارة ثم خارج الأخبار الصحيحة عن البني -صل الله عليه وسلم- "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم فإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنب او ورق شجر فليمضغه"(1) وهذا في الحقيقة فيه غرابه ومخالفة وقد بين ابن القيم -رحمه الله- هذا المعنى وجاء الإذن بالصوم في أيام يكون السبت أحدها والنبي -صل الله عليه وسلم- وهي كثيرة لكن من باب الفائدة النبي -صل الله عليه وسلم- "دخل على جويرية وهي صائمة قال أصمت أمس قالت لا قال أتريدين أن تصومي غدًا قالت لا قال فافطري"(2) وغدًا هو السبت وربما الإنسان يوافق أن يكون بعض الأيام الفاضلة يوافق يوم السبت مثل يوم عرفة أو عاشوراء وكثير من أهل العلم يقول أن له أن يصوم عاشوراء وحده إلا بالسنة يوم قبله أو يوم بعده وكذلك الأيام البيض يمكن أن تكون هذه الأيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر يكون فيها السبت وكذلك ست من شوال وهكذا، والسنة أن تبادر إلى الصوم لو كان مثلًا العيد يوم الخميس وصمت الجمعة وبعده السبت أو صار العيد يوم الجمعة فالسنة أن تبادر الصوم يوم السبت وأتبعه ست من شوال إذا أتت أخبار كثيرة في هذه الباب كلها تدل على إطلاق أخبار عن النبي -صل الله عليه وسلم-.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه أبو داود (2421)، والترمذي (754)، والنسائي (2775). من طريق عبد الله بن بسر، عن أخته الصماء. وأخرجه النسائي (2773) و (2778) من طريق عبد الله بن بسر، عن عمته الصماء. وأخرجه كذلك (2780) و (2782) من طريق عبد الله بن بسر، عن خالته الصماء. وأخرجه النسائي (2772) من طريق حسان بن نوح، عن عبد الله بن بسر. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2774) من طريق ثور بن يزيد، و (2779) عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر. وجاء ما يعارضه من طريق كريب مولى ابن عباس: أن ابن عباس وناسًا من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعثوه إلى أم سلمة يسألها عن أي الأيام كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  أكثر لصيامها، فقالت: يوم السبت والأحد، فرجع إليهم وأخبرهم فكأنهم أنكروا ذلك، فقاموا بأجمعهم إليها، فقالوا: إنا بعثنا إليك هذا في كذا وكذا وذكر أنك قلت كذا؟! فقالت: صدق، إن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أكثر ما كان يصوم من الأيام يوم السبت والأحد وكان يقول: "إنهما عيدان للمشركين، وأنا أريد أن أخالفهم" وصححه ابن حبان (3616)، وابن خزيمة (2167)، والحاكم 1/ 436 وسكت عنه الذهبي، وجود إسناده صاحب "الفروع" 3/ 123، وقال: اختار شيخنا "يريد شيخ الإسلام ابن تيمية) أنه لا يكره صيام يوم السبت، وأنه قول أكثر العلماء. (2) عن جويرية بنت الحارث عند البخاري (1986).


التعليقات