يقول السائل : أنا من بندرادش وقد كان صيامنا بعد يوم من صيام المملكة, وأنا بإذن الله مسافر إلى بندرادش فجر يوم 6/7 وهو متوقع أول أيام العيد في المملكة, المسألة الأولى إذا كان اليوم هو أول أيام العيد في المملكة هل أُفطر أم أكمل صيامي مع بندرادش؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم:"الصَّوْمُ يَوْمَ تَصُومُونَ، وَالفِطْرُ يَوْمَ تُفْطِرُونَ، وَالأَضْحَى يَوْمَ تُضَحُّونَ"(1), ما دمت في المملكة تُفطر, ولو كنت لم تكمل الصوم, يعني لو أنه وافق يوم العيد مثلًا صار الشهر ناقص 29 يوم وأنت صمت اليوم الثاني في المملكة , اليوم الأول عندكم والثاني في المملكة وصار الفطر في المملكة التاسع والعشرين تكون صمت 28 يوم, تفطر, ثم بعد ذلك تصوم يومًا, الشهر تسعٌ وعشرون وبالعكس أيضًا كذلك، المسألة الثانية في حالة كان العيد يوم 5 أي صام 29 يوم , يكون صائم إلى يوم هذا, كذلك أيضًا أنت بالبلد تصوم التي تصوم، يقول" الصوم يوم يصومون الناس, والفطر يوم يفطر الناس", فإذا كنت هنا لا تنظر إلى وقت الصوم في بلدك تصوم مع الناس وتفطر مع الناس, فإن أتممت 29 يومًا فصومك تام, وإن أتممت 30 مثلًا مثل أنك كنت بالعكس, كنت هنا في المملكة في أول الشهر, فصمت 30 فسافرت في اليوم ال30 صائم, ثم جئتهم هناك في بندرادش مثلًا وأنت قد كنت صمت ثلاثين يومًا أصبحوا صائمين؛ لأن تمام ال30 عندهم, وأنت قد صمت ثلاثين يومًا أن تصوم معهم لأنهم يصومون فنقول أنك صمت كم يوم؟ 31 يومًا, هذه المسألة فيها خلاف, الأظهر والله أعلم أنه لا يلزمك أن تصوم إذا زاد الشهر عن ثلاثين, لا يلزمك أن تصوم؛ لأن الشهر كما قال عليه الصلاة والسلام: «الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً، فَلاَ تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا العِدَّةَ ثَلاَثِينَ» (2)،. فإذا قلنا تصوم فإنك تصوم 31 يومًا, والشهر لا يزيد عن 30 يومًا, بخلاف النقص ما فيه محظور, يقول طيب أنا أُفطر معهم إذا صمت 28 يوم؟ نقول نعم تُفطر لأنه محظور بذلك, سوف تقضي تصوم, لكن في حال الزيادة حينما تصوم معهم فإنك تصوم 31 يوم وهذا محظور, هذا محظور لأنك صمت 31 يوم والنبي يقول: "الشهر هكذا وهكذا ثلاثون يومًا"(3).أما حينما تفطر معهم وكان هذا اليوم في حقك هو التاسع والعشرين فتكون صمت 28 هذا لا محظور فيه, لا ضرر؛ لأنه يمكنك بعد ذلك أن تقضي هذا اليوم, هذا هو الأمر في هذه المسألة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حديث"( صومكم يوم تصومون ، وفطركم يوم تفطرون ، وأضحاكم يوم تضحون ) أخرجه الترمذي وقال : حسن غريب . وأخرجه أبو داود(2324) وابن ماجه(1660) وذكر الفطر والأضحى فقط . وأخرجه الترمذي(697) من حديث عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد عن المقبري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الصوم يوم تصومون ، والفطر يوم تفطرون ، والأضحى يوم تضحون ) قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب قال : وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقال : إنما معنى هذا : الصوم والفطر مع الجماعة وعظم الناس " انتهى من "مجموع الفتاوى" (25/114).
(2)(3)أخرجه البخاري (7352)، ومسلم (1716)،