يقول السائل : كيف يكون الاستواء بالصف إذا كان بجوارك رجلٌ يصلي على كرسي؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
لو قيل كيف استواء الكرسي في الصف لكان أحسن، الاستواء في الصف هذا واضح، أنت تستوي في الصف مع الصف، لكن كيف استواء الكرسي في الصف، الكرسي في الغالب يضيق الصف، فإن كان المصلي على الكرسي جالس في جميع الصلاة جالس لا يقوم، فاستواء الكرسي بظهره، استواء الكرسي في الصف بالظهر إن كان في جميع الصلاة جالس فاستواءه بالظهر، فأنت تحاذي ظهر، أو هو يحاذي بظهر الكرسي من بجواره، لأنه من إذا حاذى الكرسي فإنه يحاذيه ببدنه، ولا ينظر إلى قدميه ولا ركبتيه لأنها مثنية في هذه الحالة، وإن كان يصلي قائمًا ويجلس في حال يجلس في بعض الأحوال مثلًا، عند الركوع يجلس ثم يركع لكن يصلي قائمًا، عند الركوع يجلس فيركع عن قعود، في هذه الحالة تكون المحاذاة حال القيام، والكرسي يكون خلفه، لا يكون في الصف من شيء إلا مقدار ما يجلس عليه، يكون الكرسي خارج الصف، هذا إذا كان يصلي قائمًا ويجلس عند الركوع والسجود.نحن نقول هذا فرضًا لو ما كان فيه مضايقة وكانت الصفوف متباعدة، أما إذا كان فيه مضايقة للصف الذي خلفه في هذه الحالة يكون معذورًا في تقدمه، والأحسن أن يكون في طرف الصف يمينًا أو شمالًا، هذا الأحسن والأولى، لا يجلس في وسط الصف حتى تفوت مثل هذه المفسدة في الإنسان أن يجلس على الكرسي مع أنه يستطيع أن يجلس على الأرض، فإنه لا تصح صلاته.
لكن نحن نتكلم على إنسان محتاج للكرسي، نتكلم على إنسان أمره الطبيب أن يصلي على الكرسي، وأن هذا يضر، أو هو يعرف نفسه، يعني لا يشترط الطبيب، هو يعرف نفسه أنه يتضرر، أما إنسان يصلي على الكرسي ترفه هذا لا يجوز، قد تبطل صلاته، يعني إنسان يصلي جالس على الكرسي من باب الترفه ويركع وهو على كرسي، ويسجد وهو على كرسي، هذا في صحة صلاته نظر، لأنه ما ركع ولا سجد، وإنما النبي عليه الصلاة والسلام قال: "صل قائمًا فإن لم تستطع فقاعدًا فإن لم تستطع فعلى جنب"(1)، فإذا كان يستطيع وجب عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه البخاري (1117)، وأبو داود (952)، والترمذي (372)