• تاريخ النشر : 06/04/2017
  • 547
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1436
السؤال :

يقول السائل : أنا أعمل في البحر وأقضي شهرًا أو أكثر، هل أقصر صلاتي علمًا أنه لا أصل إلى اليابسة إلا بعد شهرٍ أو أكثر؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; القصر يكون للمسافر، سواءً كان الإنسان في البحر أو في البر، فإن كنت مسافر في البحر وقطعت مسافة تسمى سفرا، أو كنت ركبت البحر ومعك طعامك وشرابك وزادك فقصدت النزهة في البحر ، فإن كانت نزهته في البحر قريبة من بلده ففي هذه الحالة لا تعتبر مسافرًا، لكن إذا أبحر ودخل مسافةً بعيدة حتى سمي مسافر على قول الجمهور وهي ثمانيةٌ وأربعون ميلًا هاشميًا نحو ثمانين كيلو على قول الجمهور. أو على القول الثاني إذا كان الإنسان دخل البحر ومعه فراشه ومعه متاعه وطعامه فعلى قول شيخ الإسلام ولو أنه أبحر أميالًا يسيرة يقصر الصلاة، ومن الأحوط أن لا يقصر إلا إذا كانت المسافة مما يغيب فيها، أما إذا كان هو أخذ متاعه وأمسى ليلة وليلتين في هذه الحالة اجتماع المبيت مع وجود الزاد والطعام هذا يقوي وصف السفر في حقه، أما إذا كان مسافة قصيرة مع عدم وجود المتاع الذي يأخذه في هذه الحالة يقصر عن وصف المسافر. أما إذا كان الإنسان يعمل في البحر فلا يقصر الصلاة، الذي يعمل في البحر لا يقصر الصلاة، وكذلك إذا كان أراد النزهة والخروج في البحر لأجل الصيد، يقول أنا ما حددت مسافة أمشي في البحر للصيد في القارب، فالجمهور يقولون أنه لا يقصر ولو طالت المسافة، لأن هذا يسمونه مثل راكب تعاسيف، ما هو راكب تعاسيف؟، الانسان الذي يذهب يبحث له عن دابة، يبحث له عن ضائع، ومشى مائتين كيلو ثلاثة مائة كيلو، وهو ما قصد أي مسافة، يعني لو وجد حاجته في اثنين كيلو رجع، هل هو مسافر أم ليس مسافر؟، كثيرٌ من أهل العلم يقولون ليس مسافر، وبعض أهل العلم يقولون إذا قطع المسافة التي يقطعها المسافر فإنه يكون مسافرًا، بعموم قوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ}[النساء:101]، ولا يشترط ذلك حال الخروج، وهذا أقرب لأنه موافقٌ من جهة المعنى والحكمة، وإن كان هو معلق على الضرب في الأرض وما أشبهه من الخروج في البحر، إلا إذا كان البلد محيط بالمنطقة التي يخرج فيها ولم يخرج من البلد، هذا يعتبر مسافر على الإطلاق، واختلفوا في الملاح الذي في البحر دائمًا، لا يخرج من البحر، ويسافر وهو في البحر، مثل لو فرض إنسان طيار لا ينزل من طائرته هل يقصر أو لا يقصر؟، ذهب أحمد وجماعة أنه لا يقصر، والقول الثاني أنه يقصر مطلقًا، أنه يقصر الصلاة ولو كان أهله معه لأنه مسافر.


التعليقات