يقول السائل : ما حكم من وجد الجماعة في العشاء وهو لم يصل المغرب ؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
إذا كان يريد صلاة المغرب والجماعة تصلي العشاء يدخل معهم على الصحيح وهو مقتضي مذهب الشافعي ومقتضي قواعد شيخ الإسلام رحمه الله والمجد بن تيميه رحمة الله عليهم تدخل معهم بنية المغرب على القول ومنهم من يرى أن يسقط الترتيب في هذا لكن إذا كان جاء ودخل وهم يصلوا العشاء إذا صلى بنية المغرب ثم جلس بعد الركعة الثالثة ثم تشهد، و يمكنه أن يتشهد وأن يخف التشهد ويأتي بالواجب، ثم يقوم ويدركه في القيام فيسلم ويدركه في الركعة الأخيرة في صلاة العشاء، فيكون أدرك المغرب تامة باقتدائه لهذا الإمام بنية المغرب وأدرك صلاة العشاء، بإدراكه ركعة وهذا القول الصحيح مثل ما تقدم وقول النبي:"لا تختلفوا عليه"(1) يعنى الاختلاف هنا بالنية، الاختلاف بالفعل لا بالنية ولهذا قال:"إذا كبر كبروا وإذا ركع فاركعوا"(2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، وَمَالِكٌ، وَاللَّيْثُ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُمْ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكِبَ فَرَسًا فَصُرِعَ عَنْهُ فَجُحِشَ شِقُّهُ الْأَيْمَنُ، فَصَلَّى لَنَا صَلَاةً مِنَ الصَّلَوَاتِ وَهُوَ جَالِسٌ، فَصَلَّيْنَا مَعَهُ جُلُوسًا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: " إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَلَا تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ، فَإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا، وَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ [ص:436] فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعُونَ ". أخرجه أبو عوانة في المستخرج رقم (1617).
(2)أخرجه مسلم (407). من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.