• تاريخ النشر : 16/01/2017
  • 224
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1437
السؤال :

يقول السائل : هل نجيب المؤذن إذا أقام الصلاة؟

الإجابة

 الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; هذا فيه خلاف: ذهب قوم من أهل العلم وقال بها قوم من الجمهور، الشافعية والحنابلة وجماعة من أهل العلم: أن نجيب المؤذن إذا أقام الصلاة، واستدلوا بقول النبي عليه الصلاة والسلام : «بين كل أذانين صلاة»(1) قالوا: إن الإقامة أذان.قال: بين كل أذانين، جعل الإقامة أذانًا، وهذا من جهة الانقلاب في هذا الخبر.وأيضا جاء في حديث أبي أمامة، من رواية شهر بن حوشب عند أبى داوود أنه عليه الصلاة والسلام أجابه في حال الإقامة وقال:«أقامها آلله وأدامها»(2)،لكن هذه الرواية ضعيفة عند أبى داوود، وجاءت روايات في الإجابة عند ابن السني، أحاديث إجابة المؤذن عند الإقامة، والأحاديث في هذا ضعيفة.(3) واللذين قالوا إن هناك ساعة إجابة؛ قالوا: دلت الأخبار على أن المراد بالأذان هنا هو للنداء الأول، (النداء للوقت)، لأن هذا النداء وردت أخبار عنه عليه الصلاة والسلام في مسألة إجابة النداء ، وكذلك الدعاء بعد ذلك، والادعية التي يقولها كما في حديث جابر(4)، وحديث سعد(5)، وحديث عبدالله بن عمر(6)، وإذا قلنا:أنه يجيب المؤذن في حال الإقامة فيشرع على هذا أن يقول تلك الأدعية التي كان يقولها بعد الأذان، وهذا مما يُعلم أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن  يفعله؛ لأنه عليه الصلاة والسلام كان إذا أُقيمت الصلاة بادر إما أن ينبه الناس إلى إقامة الصفوف، ثم يلتفوا إليه، ثم يترتب عليه أيضًا تأخر عن التكبير للصلاة، ومثل هذا الذي يوقع عنه ولا في خبر واحد -عليه الصلاة والسلام-، دل على أنه ليس أنه خاص بالأذان والإقامة، ثم الأخبار(إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول) (7) هذا النداء المراد به النداء لوقت الصلاة، هذا هو الأقرب والله أعلم مما تقدم من أنه يترتب عليه تأخر عن الدخول في الصلاة، ولهذا لو كان هذا مشروع لنُقل عنه -عليه الصلاة والسلام-وكذلك من أصحابه -رضي الله عنهم- نعم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه البخاري (624) ، ومسلم (838). (2) أخرجه أبو داود (529) والبيهقي في "السنن" 1/ 411، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (104) والطبرانى في "الدعاء" (491). وضعفه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 370، وفي "التلخيص الحبير" 1/ 211.  (3) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ يُقِيمُ: «اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَهَذِهِ الصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَآتِهِ سُؤْلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (105). (4) عن جابر بن عبد الله قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن قال حين يسمعُ النِّداء: اللهم رب هذه الدعوة التامةِ والصلاةِ القائمةِ، آتِ محمَّداً الوسيلةَ والفَضيلةَ، أخرجه البخاري (614). (5) حديث سعد مالك رضي الله عنه أخرجه مسلم (389). (6) وحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنه أخرجه مسلم (387). (7) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، أخرجه مسلم (384).


التعليقات