يقول السائل : ما معنى "شهداء" في الحديث، «لا يكون اللاعنون شهداء أو شفعاء يوم القيامة»؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
هذا رواه مسلم، من حديث أم الدرداء عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أنه عليه الصلاة والسلام قال: « لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة»[1]. وروى مسلم عن أبي هريرة أنه عليه الصلاة والسلام قال: «لا ينبغي لصديق أن يكون لعانًا»[2]. وعند مسلم عن أبي هريرة أنه عليه الصلاة والسلام قيل ادعوا على المشركين، قال عليه الصلاة والسلام: «إن الله بعثني رحمة، ولم يبعثني لعانًا»[3].
والأحاديث في هذا الباب كثيرة، أما ما يتعلق بهذا فاختلف العلماء في الشهداء، والشفعاء على أقوال، قيل لا يكون اللعانون شفعاء أي لا يشفعون إذا شفع الأنبياء والملائكة حينما يشفعون في قراباتهم وغيرهم، فإنهم لا يشفعون، لأن الشفاعة تكون بالكلام الحسن، والكلام الطيب، وهو شفاعة في هؤلاء، واللعن ينافي الشفاعة. هذا يظهر والله أعلم فيمن مات على هذه الخصلة، ولم يتب منها، أما من تاب فالحمد لله، فمن تاب التوبة تجب ما قبلها، وتزيل ما قبلها، لو تاب من أعظم الذنوب، لكن يظهر والله أعلم من مات على شيء من هذه ولم يتب منها، فليس من الشفعاء ولا الشهداء.
كذلك شهداء يعني أنهم لفسقهم لا تقبل شهادتهم في الدنيا، وقيل شهداء أن الله سبحانه وتعالى لا يكرمهم بالشهادة بالقتل في سبيل الله، وقيل ولعله الأظهر وعليه كثير من الشراح، أنهم لا يشهدون بالبلاغ للرسل كما تشهد الأمم لرسلها، أنهم لا ينالهم هذا الشرف، لا يشهدون بهذا، لأن هذه الشهادة التي تشهد بها الأمم لرسلهم، فلا يشهدون بهذه الشهادة، والله أعلم.