يسأل عن حديث «من تصبح بسبع تمرات». يقول هل يشترط السبعة أم يمكن زيادة العدد أو نقصه؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
الحديث جاء من حديث سعد بن أبي وقاص، في الصحيحين أنه عليه الصلاة والسلام قال: «من تصبح بسبع تمرات عجوة، لم يمسه سم، ولا سحر»[1]. في لفظ في الصحيحين أيضا «ذلك اليوم إلى الليل»[2]. يعني من صبح ذلك اليوم، وجاء في صحيح مسلم من حديث سعد نفسه t «من تصبح مما بين لابتيها»[3]. وسع لم يقيده بالعجوة، فشملت هذه الرواية جميع تمر المدينة، لابتيها، اللابتان، وهما الحرتان، غربية والشرقية. وكذلك في رواية عند مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها «من تصبح أول البكرة». أو قالت: قال رسول الله r «إن في تمر العالية شفاءً أول البكرة»[4]. يعني أول النهار، هذا من حديث عائشة رضي الله عنها، واختلف العلماء في هذا الحديث، الحديث ظاهر لسبع، هذا هو الظاهر.ومسألة هل يحصل بالزيادة أو النقص؟، نقول عليك أن تعمل بالحديث، تأكل سبعًا بهذه النية، إذا أكل الإنسان سبع تمرات بهذه النية، فلا بأس أن يزيد بعد ذلك، لا يوجد مانع، فإذا أكلت سبع تمرات، ثم زدت ثامنة وتاسعة لا بأس، لكن تنوي حينما تأكل سبع تمرات، تنوي حصول ما جاء في هذا الحديث، والفضل الوارد في الحديث.
مثل إنسان يصلي بعد أي صلاة من الصلوات، يقول هل أزيد على التسبيح مائة، التسبيحات ثلاثة وثلاثون، ثلاثة وثلاثون، ثلاثة وثلاثون[5] وتمامها لا إله إلا الله وحدة لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، أو خمس وعشرون، خمس وعشرون، أو عشر وعشر، على اختلاف الروايات في هذا الباب، فإذا أتى بهذا القدر، هل يزيد؟، نقول أنت حينما تسبح تكمل وتقطع بهذه النية. ثم بعد ذلك لا مانع من أنك تزيد من التسبيح والتهليل ما شئت؛ لأن الأعمال بالنيات، لكن لا تداوم على عمل، تجعله راتبًا تشبهه بهذا المشروع، فإذا فعل الإنسان هذا وداوم عليه فلا بأس، مثل الدعاء، الإنسان بعدما فرغ جعل يدعو ويرفع يديه لا بأس بذلك، لكن لا يشبهه بالشيء الراتب، الذي كأنه سنة، والنفس من طبيعتها إذا اعتادت شيء ولزمته، فإنه يصعب تركها له، ويصعب مفارقته، لأنها اعتادت هذا الشيء، وإن كان عبادة. فيشق عليه أن يتركه وربما يلزم نفسه بهذا الشيء، هذا يقع من كثير ممن يلازم بعض العبادات التي يعتقد أن فعلها في هذا الوقت، ليس تخصيصها من الأمر المشروع، إنما لأنه عمل مسنون، فإذا داوم عليها قد ينعقد في قلبه أنه سنة. مثل ما يقع في نفوس بعض العامة، أنه حينما يداوم على الست، أنه يجب عليه أن يصومها كل سنة، وهذا مما أدخله الشيطان على بعض الناس، حتى يحرمهم من الخير، ممن يخشى أنه إذا صامها، أنها تجب عليه، أو كذلك بعض الأعمال الأخرى.المقصود أنه لا بأس أن يزيد عليها، لكن إذا قطع بهذه النية، لكن من حيث ما يتعلق بسبع تمرات هل هو خاص بالعجوة، أو بتمر المدينة كله، أو بجميع التمور، هذا فيه كلام لأهل العلم، ذكروه رحمة الله عليهم[6].