مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

يقول السائل : حديث عائشة رضي الله تعالى عنها «ما صلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء قط، فدخل علي إلا صلى أربع ركعات أو ست ركعات»[1]. رواه أحمد، وأبو داوود، على ماذا يدل ذلك؟.

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
الحديث سبق الإشارة إليه، في السؤال سبق على الحديث، وسبق أيضًا   إشارة إلى أنه ضعيف، الدليل من قاعدة البشير العجلي، لكن ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما «أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة من الليالي وهو عند ميمونة، قال وصلى أربع ركعات ثم نام»[2]. بين أنه صلى أربع ركعات، لكن حديث عائشة هذا فيه إشارة إلى أنه يصليها كل ليلة، وأنها أربع ركعات، يصليها ست أو ست، وظاهرها أنها راتبة، وبه قال الأحناف، والمعروف عند الجمهور أن راتبة العشاء أنها ركعتان، ولو ثبت أن الخبر أن الذي كان فيه دلاله على ذلك أنها راتبة؛ لأنه يصليها عليه الصلاة والسلام كل ليلة، لكن فيه ثبوت نظر، وحديث ابن عباس ليس فيها المداومة. إنما أنه صلى تلك الليلة عليه الصلاة والسلام، ثم يمكن أن تكون من صلاة الليل، وقد جاء في حديث في مسند أحمد وينظر ثبوته، «أنه صلى أول الليل قبل أن ينام أربع ركعات، ثم أوتر بسجدة عليه الصلاة والسلام»[3]. وهذا فيه إشارة إلى أنه صلى ثم أوتر قبل ذلك، وفيه أنه نام ثم صلى بعد ذلك، لكن الحديث ينظر ثبوت هذا الخبر. المقصود أن فيه إشارة إلى صلاته، وأنه لا بأس بذلك، أن يصلي الإنسان أربه ركعات، لكن ليست راتبه، وقد وردت أخبار في هذا الباب، من حديث البراء، من حديث ابن عمر عند الطبراني الكبير، وحديث البراء عند الطبراني في الأوسط، بأسانيد ضعيفة، «أنه عليه الصلاة والسلام قال: من صلى أربع ركعات بعد العشاء، فعدلن بمثلهن من آخر الليل». أو «مثلهن ليلة القدر»[4]. أو نحو ذلك، لكن ضعيف هذا الخبر، وهو ثبت موقوفا من حديث ابن مسعود، ومن حديث عائشة، وعند أبي شيبة غير صحيح، وكذلك من عند أبي شيبة من جهة مجاهد عن عبد الله بن عمرو أنهم قالوا «من صلى أربع ركعات بعد العشاء، عدلن بمثلهن ليلة القدر». وتواردت الآثار في هذا الباب عن الصحابة، يدل على شهرة هذه السنة، وهي أربع ركعات بعد العشاء، لأنه وردت فيها آثار كثيرة، بل بوب عليها ابن أبي شيبة رحمه الله في المصنفة تبويبا خاصا، وذكر في هذا آثار من ضمنها هذه الآثار، فمن تيسر له المحافظة عليها فهو حسن، سواءٌ صلاها بالبيت، أو صلى ركعتين في المسجد وركعتين في البيت، أو صلاها في المسجد، فهي كما يقال حسنة ليست سنة راتبة، كما قال بعض أهل العم في أربع ركعات قبل العصر، هي سنة حسنة وليست سنة راتبة، بمعنى أنه يحسن المحافظة عليها.        


([1] ) أخرجه أبو داود (1303)   ، والنسائي في الكبرى (365) البيهقي في سننه الكبرى  : (4288). ([2] ) أخرجه البخاري: (117) ([3] ) أخرجه أحمد  (16208). وابن نصر في "قيام الليل" (ص 203-204) حديث:‏36‏. والمعجم الكبير للطبراني (حديث:‏13676‏). وأعله الهيثمي فقال (2/ 272) : "رواه أحمد ، والطبراني في "الكبير" ؛ وفيه نافع بن ثابت ، وثابت : هو ابن عبدالله بن الزبير ، ولم يدركه ، وإنما روى عن أبيه ثابت" . ([4] ) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه :  (7351و7352و7353و7354و7355و7357) والنسائي في سننه  : (4954) وفي الكبرى (7443). والدارقطني في سننه  :  (1878) والمعجم الأوسط للطبراني ‏(5343)‏.  والبيهقي في سننه الكبرى : (4290).


التعليقات