مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

توضيح حديث (فراش للرجل وفراش لامرأته والثالث...)

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; الجواب: هذا حديثٌ صحيح رواه مسلم من حديث جابر أنه عليه الصلاة والسلام قال:"فراشٌ للرجل وفراش للمرأة وفراش للضيف وفراش للشيطان"(1) هذا الحديث كما بين النووي رحمه الله يراد به النهي عن المفاخرة والتباهي بأمور الدنيا، وأن الإنسان عليه أن يكون حاله على وجهٍ لا يكون فيه إسراف ولا تبذير ، لأن الإسراف والتبذير من الشيطان، ولهذا نسبه قال: "وفراشٌ للشيطان".والمعنى إذا كان ليس موضع حاجة، أما إذا كان هذا الفراش موضع حاجة لا بأس، مثل إنسان وضع فراش لأضيافه وإن لم يكن أضيافه حاضرين، لكن هيأ لهم الفراش، ونحو ذلك، وربما فتح لهم الباب قد يأتي في هذا الوقت وقد لا يأتي، ربما يكون إنسان عنده غرفة هيأها لبعض خصوص أوليائه من أولاده وبناته حينما يزورونه، ويجعل أسرة لهم، هذا لا بأس به، أما إذا كان على جهة المباهاة والمفاخرة، وليس معنى ذلك أن الشيطان يبيت عليه، لا، فيما يظهر والله أعلم الشيطان يدخل البيت ولو على غير هذا الوصف، النبي عليه الصلاة والسلام قال: إذا جاء الرجل ودخل بيته ولم يذكر اسم الله قال الشيطان أدركت المبيت، وإذا لم يذكر اسم الله عند العشاء قال أدركت المبيت والعشاء (2)
يعني الشيطان يتمكن من المبيت بغير هذا، يبيت ويتناول الطعام، وهذا قد يفهم منه أنه ربما يسرح في البيت، قد يبيت على هذا الفراش وقد يبيت ربما مع الرجل وأهله.لكن في ما يظهر والله أعلم من تقسيم الحديث أن هذا مما يدعو إلى تسويل الشيطان من الإسراف والتبذير، ولهذا على الإنسان أن يحتاط في مثل هذا، ولذا إذا ذكر الإنسان الله تعالى عند دخوله وعند طعامه فإن الشيطان لا يدخل، إنسان ذكر اسم الله عند دخوله وعند طعامه فإنه يمنع دخول الشيطان، ومع ذلك قال النبي صلوات الله عليه: "وفراشٌ للشيطان"، والشيطان ممنوع من الدخول، لأنه أخبر عليه الصلاة والسلام حينما يذكر الإنسان ربه سبحانه وتعالى ويسمي فإن الشيطان لا يدخل، وكذلك عند طعامه لا يأكل، ولم يقل عليه الصلاة والسلام إلا أن يكون في البيت فراش ليس عليه أحد، فدل على أن هذا الخبر المراد به الشيطان أن هذا مما ينسب إلى الشيطان من باب الإسراف والتبذير كما تقدم.مع أنه ينبغي أيضًا حينما يكون إنسان عنده فرش أو أسرة وضعت وهيأت لمن يأتي من قرابته أو نحو ذلك أن لا يهيئها تهيئةً تامة لمن ينام عليها، مثلًا الفرش تجمع والوسائد ونحو ذلك لا تهيأ، ثم من جاء وأراد النوم فإنه يهيئ هذا المفرش ونحو ذلك للنوم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرجه أيضاً مسلم (2084) ، وأبو داود (4142) ، والنسائي في "المجتبى" 6/135، (2)أخرجه مسلم (2018)، وأبو داود (3765)،


التعليقات