يقول السائل : ما صحة حديث: (من طاف بالبيت وصلى ركعتين كان كعتق رقبة إن مسحهما الركنين كفارةٌ للخطايا وسمعته يقول من طاف بهذا البيت أسبوعًا فأحصاه كان كعتق رقبة وسمعته لا يضع قدمًا ولا يرفع أخرى إلا حط عنه خطيئة وكتب له بها حسنة).
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
هذا الحديث بالنظر في إسناده يتبين أنه حديثٌ صحيح من حديث ابن عمر رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة بألفاظ مقاربة, وقد رواه النسائي رحمه الله من رواية حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن عبدالله بن عبيد بن عمير عن ابن عمر وفيه: (أنه من طاف بهذا البيت أسبوعًا فأحصاه-أي أتمه- كان كعتق رقبة, وكذلك لا يضع قدم أو أخرى إلا كتب الله له بها حسنة,(1) وعند الترمذي أيضًا كذلك, وكذلك زاد أن مسحهما يحط الخطايا, الترمذي رحمه الله رواه من هذا الطريق الذي رواه النسائي رواه معلقًا وقال: قال حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن عبدالله بن عبيد بن عمير عن ابن عمر, وذكره قبل ذلك بإسناد من رواية جرير ابن حازم عن عطاء وابن السائب عن عبدالله بن عبيد بن عمير عن أبيه عبيد بن عمير الليثي وعن ابن عمر وجرير وعطاء قد اختلط وجرير من روى عنه بعد الاختلاط ثم ذكر الترمذي رواية معلقة رواية حماد بن زيد وحماد بن زيد روى عنه قبل الاختلاط وهذه الرواية المعلقة قد وصلها النسائي كما تقدم فتبين بذلك أن الحديث محفوظ إنما وضع الخلاف في سماع عبدالله بن عبيد بن عمير من ابن عمر, وكذلك من سماعه من أبيه وذكر البخاري رحمه الله أن قد سمع من أبيه, وكذلك جاء في رواية وقصة عند أبي داود أنه سمع أنه كان في زمن ابن الزبير مع أبيه إلى جنب ابن عمر ويحكي هذا وهذا يبين أيضا أنه سمع من ابن عمر ويتأيد هذا أيضًا بما رواه ابن ماجة بإسناد صحيح بعطاء بن أبي رباح عن ابن عمر(2) وذكر هذا الخبر في فضل من طاف بالبيت وصلى في بعضه ركعتين كما قلنا كان كعتق رقبة؛ لكن عطاء بن أبي رباح قال: أحمد بن معين وابن معين لم سيمع من ابن عمر لكن هذا الإسناد وإن كان منقطعًا فإن ذاك الإسناد للثاني يعضده وأقل أحوال الحديث أن يكون حسنًا لغيره ويحتمل أن يكون من باب الحسن لذاته أو الصحيح لغيره, وجاء في فضل الحجر وجاء في فضل الطواف أحاديث والعلماء والأمة مجمعة على فضل الطواف إنما خصوص هذا الخبر ورد من عدة طرق وبه يتبن حديث لا بأس به, وسيق بحثٌ أو سؤال فيما يتعلق برواية الحديث الضعيف في فضائل الأعمال والجواب سبق وأهل العلم قد بسطوا هذا وبينه, لكن هذا الحديث فوق هذا كما تقدم لوروده من هذه الطرق ومما يبين أنه محفوظ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه الترمذي (980) من طريق جرير بن عبد الحميد، والنسائي 5/ 221 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عُبيد بن عمير، عن أبيه، عن ابن عمر. ورواية النسائي: عن عبد الله بن عُبيد أن رجلًا قال: يا أبا عبد الرحمن (يعني لابن عمر) فذكره. قلنا: الرجل السائل المبهم في رواية النسائي هو أبوه: عبيد بن عمير المذكور في رواية الترمذي، وجاء ذلك صريحًا في رواية هثيم عند أحمد (4462). ورواية النسائي سندها جيد، لأن حماد بن زيد ممن روى عن عطاء بن السائب قبل اختلاطه، لا سيما وقد تابعه أيضًا الثوري عند أحمد (5621)
(2)أخرجه ابن ماجة (2956).