يقول السائل : ما صحة حديث(الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة) .
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
هذا الحديث إسناده ضعيف رواه أحمد والترمذي من رواية حبيب بن زيد الأنصاري عن مولاة لهم يقال لها ليلى عن جدته أم عمر الأنصارية رضي الله عنها ، وفيه (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخَل عليها فدَعَت له بطعامٍ فقال: ( تعالَيْ فكُلي ) فقالت إنِّي صائمةٌ فقال: ( إنَّ الصَّائمَ إذا أُكِل عندَه صلَّتْ عليه الملائكةُ )،(1) وله ألفاظ أخرى ، وهذا الحديث رواه أحمد والترمذي من طريق هذه المولاة ليلى وهي مجهولة ، فهذا الإسناد ضعيف ، أما نفس المعنى حينما يكف الإنسان شهوته عن الطعام والشراب لله عز وجل فهذا لا شك عملاً صالح لأنه ترك شيئاً لله عز وجل . ترك شهوته كما في الحديث في الصحيح في الصيام (2) . ترك شهوته من أجله . فهذا ترك شهوته عن الطعام والشراب من أجل الله سبحانه وتعالى ثم غيره يتناول الطعام وهذا لا شك يكون أبلغ في أن تنازعه نفسه إلى الطعام والشراب ، ومع ذلك يكفها يصبر ، ويحتسب ذلك لله عز وجل ، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خير منه . فهذا ترك شيئاً خالصاً من خالص الحق . حق النفس وما تنزع النفس ، والله عز وجل يعوضه خيراً ويرجى له خيراً عظيم مع ما في الصوم ؛ صوم النافلة خير عظيم ، لكن المعنى يدل على فضل خاص دل عليه المعنى في الصائم الذي يكف نفسه عن الطعام والشراب لله عز وجل ، مع أنه على الصحيح يجوز له أن يفطر . لا بأس أن يفطر ، ولو أنه نوى الصوم من أول النهار . فلا بأس أن يفطر ، لكن إتمامه أولى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه الترمذي (785) ، وابن ماجة (1748) والنسائي في "الكبرى" (3267) ، وأحمد في المسند (27061) وأبويعلى (7148) ، وابن حبان (3430) ، وابن خزيمة (2139) ، وقال الشيخ الألباني : ضعيف.
(2) أخرجه البخاري (7492) ومسلم (1151).