مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - الحج 1436
السؤال :

يقول السائل : هل أفضل أن أصلي بالصف الأول وأنا ساهي لاهي أم أصلي بالصفوف التي بعده وأنا في خشوع؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; بل يصلي في الصف الأول، وليستعن بالله، الله عز وجل يقول ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾[العنكبوت:69] إلا إذا كان هناك ضرر أو أن يشق الصفوف لا نحن نقول الصف الأول إذا أنت موجود في الصف الأول و كانت الصفوف الأول فيها فرج فأنت متقدم  ومكانك متسع لك أو الصفوف فيها فرج تتقدم وهذا من السنة الحقيقة الصحابة كانوا يبادرون بالصف الأول ولو كان يحصل ما يحصل فما تفوته من صلاتك في الصف الأخير من كون الصفوف الأولى تصلي عليها الملائكة وكون الصفوف الأولى أقرب إلى الإمام وأيضًا الصف الأول أقرب إلى الله يكون أقرب إلى مراعاة حال الإمام هذه أمور حينما تراعيها تكون من أعظم أسباب الخشوع بل الصفوف الأخيرة هي سبب عدم الخشوع، صحيح النبي -صل الله عليه وسلم- يقول لأبي هريرة"خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها"(1) وجاء أيضًا هذا عن أبي سعيد الخدري عند أحمد(2)،وعن جابر عند ابن ماجه(3) فيعني النبي -صل الله عليه وسلم- يقول شرها آخرها يعني بالنسبة للصفوف الأول وقال:" أتموا الصف الأول فالأول"(4) والملائكة تصلي على الصفوف الأول وتستغفر للصف الأول وفي حديث أبي سعيد الخدري أن الرسول صل الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخرًا فقال"تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من خلفكم"(5) يعني أنت حينما تتقدم من خلفك يأتم بك والذي خلف من خلفك يأتم به فكأن الصفوف التي خلفك لو كان عشرة عشرين تأتم بك أنت لأنهم يرون فعلك خاصة إذا لم يسمعوا صوت الإمام فيأتم بك لكن حينما تكون صفوف متأخرة ربما لا يأتم بك أحد تكون تابع كن متبوع ولا تكن تابع كن إمامًا ولا تكن مأموم يعني في الصلاة لما رأى النبي -صل الله عليه وسلم-  من أصحابه تأخر قال تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم تقدم على حديث قال"لا يزال قوم يتأخروا حتى يأخرهم الله"(6) في صحيح مسلم، فهذه فضائل كثيرة تدل على فضل التقدم ثم التقدم في الصفوف الأول تشبه بالملائكة، كما في الحديث:" ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربكم يتمون الصف الأول فالأول"(7) ربما يحصل أن الإنسان يصيبه شيء من الوساوس هذه وتدبير من الشيطان يقول أنت تقدمت في الصف الأول تقول خشوع تضايق الناس تريد الخشوع تتأخر للصف الأخير بعدين إذا كان في البيت ربما تقام الصلاة أو يؤذن لها ربما لا يستعجل يقول أنا لا أريد الصفوف الأولى أنا سوف أصلي في الصفوف الأخيرة فلا يضر إن تأخرت يجيء الشيطان فيأخره ثم بعد ذلك يؤخره حتي يترك الصلاة الشيطان خبيث سيأتي الإنسان يقول لماذا تطيل الركوع؟ لماذا تطيل السجود؟ إطالة الركوع والسجود تقود إلى الرياء خفف هذا يقع لبعض الناس يقول أنا أخشى أن أطيل الركوع والسجود يكون عندي رياء أو يكون عندي أناس هذا من الشيطان إذا جاءك الشيطان وقال صل في الصفوف الأخيرة للخشوع قل كذبت يا عدو الله اخسأ وكذلك حينما يقول لك لا تطيل الركوع والسجود زدها طولًا كما قال بعض السلف إذا جاءك الشيطان وقال إنك مراء وأنت راكع سبحت خمس سبح عشرة عشرين هذا الذي يحرقه لكن حينما تطيعه لا يتركك في السجود وتنساب مع الوساوس حتى يكون سبب في أن يزعجك ويتعبك في هذا فلا سبيل إلا بالإعراض عنه وتكذيبه في هذه الوساوس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه مسلم (440) (132) ، (2) أخرجه أحمد (11121). (3) أخرجه ابن ماجة (1001). (4) أخرجه أبو داود (671) ، والنسائي 2/93،
(5) أخرجه مسلم (438)، وأبو داود (680)، والنسائي 2/ 83 (6) هو حديث أبي سعيد السابق. (7) أخرجه مسلم (430)،


التعليقات