الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; من دخل المسجد يجمع بين الأمرين: فإنه يسلم ثم لا يمتنع هذا وهذا؛ لأن تحية السلام تحية قولية ، وخاصة إذا كان في المسجد أحد فإنه يشرع أن يُسلم عليه والنَّبي عليه الصلاة والسلام نهى عن الجلوس قبل أداء التحية1. ولهذا لو أن إنسانًا دخل المسجد مثلاً، ولم يجلس فلا يتأكد في حقهِ هذا الشيء ولا يلزمه، وكذلك بهذه الصورة إذا دخلت المسجد، فإنك تسلم على من في المسجد وهو حقهم أولاً؛ لأنه ربما لو أنك أخرت التحية عليهم حتى تصلي تحية المسجد ربما يقومون. ثم السُّنة المبادرة إليها؛ لأنَّ النَّبي - عليه الصلاة والسلام - أمر بالسلام وإلقاء التحية وحق المسلم على المسلم إذا لقيته أن تُسلم عليه2، وهذا عام في كل حال، وفي كل مكان والنَّبي عليه الصلاة والسلام لم يخص مكانًا عن مكان، ولا وقت دون وقت بل حيثما لاقيته فسلم عليه، إلا إذا مثلاً كانوا بعيدين منك، وأنك سوف تصلي ركعتين ثم تذهب إليهم وتسلم فلا بأس. ففي الصحيحين في الحديث الذي جاء وصلى ركعتين في جانب المسجد فهو صلى ركعتين. وفيه عنده أنه جاء وسلم على النَّبي صلى الله عليه وسلم  وأصحابه لأنهم كانوا بعيدين، لكنه أول ما دخل صلى ثم جاء وسلم على النَّبي  صلى الله عليه وسلم فقال: " فَارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ"3 ..الحديث.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) صحيح البخاري (444) ، صحيح مسلم (1163). عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري رضي الله عنه،  (2) أخرجه مسلم (2162 ) وأحمد بن حنبل (8832 (.عن أبي هريرة رضي الله عنه. (3) البخاري (757) ؛ ومسلم (397) عن أبي هريرة رضي الله عنه.