مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

تقول : نحن جمعية خيرية تشرف على مسجد يقع بمنطقة سكانية بضاحية من ضواحي باريس بفرنسا، ووقت العشاء وصلاة التراويح في رمضان تتأخر تكون قريب من الساعة الثانية صباحًا، وليس بيننا وبين الفجر إلا ساعة ونصف، وبعض الأخوات يأتين بأطفالهن ويغادرن مكان الصلاة من أخر

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; إذا كان الأمر كما ذكرتم من كونهن يخرجن في هذا الوقت مع أطفالهن في نصف الليل والمخاطر واقعة في هذه البلاد ولا شك ، وخاصة في مثل هذا الوقت، ومعلوم في ذاك أنه لا ينزعهم دين في الوقوع في المعاصي من الخمر والمسكرات وإلى غير ذلك من الأمور التي يُخشى من شرها وخاصة في هذا الوقت من آخر الليل ، فإذا كان هذا أمر واقع، فأنتم تعملون ما فيه المصلحة وحماية وصيانة لهنّ وأن يصلين صلاتهن في بيوتهن خير لهن، وذلك أن صلاة المرأة في المسجد مع وجود الشرط الشرعي من جهة المرأة وانتفاء المفاسد التي يتعرضن لها، ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام، في حديث صفية وهو في صحيح مسلم من حديث أنس أنه عليه الصلاة والسلام لما جاءته صفية وهو معتكف لما أرادت أن تخرج وبيتها قريب وهو في المدينة وفي هذا الوقت والوحي ينزل وفي شهر رمضان، النبي عليه الصلاة والسلام لم يدعها تذهب وحدها بل ذهب معها ليوصلها(1) ، فالأمر أشد في هذه الحالة المذكورة في تلك البلاد، فإذا رأيتم أن تجتهدون في النصيحة لهن، على وجه لا يحصل فيه مفسدة بأن تجتهد المرأة أن يكون معها من الرجال حتى يصونها ويحفظها، فإذا حصلت المصلحة التي تأتي من المسجد فلا بأس، وإلا فإنكم تتصرفون بما فيه دفع للمفسدة المتوقع حصولها كما ذكرتم، وهذا لا يخالف الأدلة في النهي عن منع النساء المساجد (2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) عنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَكِفًا ، فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلا ، فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبْتُ فَقَامَ لِيَقْلِبَنِي ، وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ ، فَمَرَّ رَجُلانِ مِنَ الأَنْصَارِ فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْرَعَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ " . فَقَالا : سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَرًّا " أَوْ قَالَ : " شَيْئًا "أخرجـه البخاري رقـم ( 2035 ) ، ومسلم ( 2177). (2) عَنْ بِلالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تَمْنَعُوا النِّسَاءَ حُظُوظَهُنَّ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِذَا اسْتَأْذَنَّكُمْ " . فَقَالَ بِلالٌ : وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ . فَقَالَ عَبْدَ اللَّهِ : يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ : لَنَمْنَعُهُنَّ . أخرجـه البخاري رقـم ( 900 ) ، ومسلم ( 442).


التعليقات