ما الضابط في إشراك النية في النوافل أو الفرائض؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
الفرائض والنوافل يجوز أن تُشرك النية في عملٍ ليس تابعًا وليس مقصودًا لذاته في النوافل والفرائض، أما العمل المقصود بذاته أو العمل التابع لغيره فهذا لا يتأتى بنيةٍ أخرى كالراتبة لا تتأتى بنية الفريضة، وكذلك سنة الضحى سنة مستقلة، فالسنن المقصودة لذاتها لابد لها من نية مستقلة والسنن غير المقصودة لذاتها والمقصود حصولها في الجملة فهذه تتأتى بغيرها، وفيها مسائل واضحة وفيها مسائل موضع خلاف بين أهل العلم، فالإنسان ممكن يؤدي بعملٍ واحد بنيةٍ واحدة أعمال أو عدة أعمال تكون تابعةً لهذا العمل، مثل تصلي ركعتين راتبة الظهر قبلها أو بعدها وتنوي مع ذلك تحية المسجد وتنوي مع ذلك صلاة الاستخارة وكذلك أيضًا على الصحيح صلاة التوبة؛ لأن المقصود هو حصول ركعتين لقوله عليه الصلاة والسلام: «من يذنب ذنبًا فيتوضأ ويصلي ركعتين»(1). فهذا يدخل فيه أي ركعتين يصليهما، فإذا صادف مثلًا وقت صلاةٍ فصلى راتبةً لها فإنه يدخل فيه، كذلك أيضًا صلاة الحاجة الحديث رواه الترمذي والحديث ضعيف(2) لكن عند من قال به صلاة الحاجة ويمكن بالتأمل أيضًا صلوات أخرى هي غير مقصودة لذاتها المقصود حصولها في الجملة، وهنالك صلوات مقصودة لذاتها تقدم السنن الراتبة ومنها أيضًا سنة الضحى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجـه أبو داود رقـم ( 1521 ) ، والترمذي (3006) وأحمد في المسند ( 48). وابن حبان في صحيحه (623).
(2) عن عبد الله بن أبي أوفى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ليقل : لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين ، أسألك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، والغنيمة من كل بر ، والسلامة من كل إثم ، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ، ولا هما إلا فرجته ، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين" .أخرجه الترمذي ( 479 ) وابن ماجه ( 1384(، قال الترمذي : هذا حديث غريب، وذكره الألباني رحمه الله في " ضعيف الترغيب " ( 416 ) وقال : حديث ضعيف جدّاً .