يقول السائل : ما حكم تقديم التشهد في الصلاة الإبراهيمية؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
نعلم أن الإنسان يقول التشهد في الصلاة، هذا هو المشروع ثم بعد ذلك يقول الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا هو الواجب أن يقال التشهد أولا، لأن هذا هو الذي ثبت في الأخبار الصحيحة، ثبت أنه يقول التشهد، وقد ثبت في الصحيحين أنه قال عليه الصلاة والسلام قال: «إذا قعد أحدكم في الصلاة فليقل» (1). ثم علمهم التشهد، وكذلك أيضًا قال في حديث رفاعة: «قولوا في كل ركعتين تحية». وقال: «قولوا في كل ركعتين التحية».(2) في حديث ابن مسعود «وإذا قعدتم فقولوا التحيات لله والصلوات الطيبات». وهذا هو التشهد، فالمعنى أنه أمر بالتشهد، حينما يقعد الإنسان، كذلك أيضًا في حديث أبي مسعود رضي الله عنه أنهم سألوه عن الصلاة ثم قال: «والسلام كما قد علمتم»(3). فبين أن السلام عليه، والسلام عليه في التشهد، "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته"، والسلام يعني أنه قد تقرر أن السلام الذي في التشهد كان مشروعًا قبل، وعلى هذا يتبين أن الصلاة عليه بعد السلام الذي في التشهد، وكذلك أيضًا هذا وقع في حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه أيضًا في حديث البخاري(4)، أنه قال: «والسلام كما علمتم». وأيضا عند الترمذي، أنه عليه الصلاة والسلام رأى رجلًا صلى فلم يثني عليه سبحانه وتعالى، ولم يصلٍ على النبي عليه الصلاة والسلام، فقال: «عجل هذا». ثم قال: «إذا صلى أحدكم، فليبدأ بالحمد لله، والثناء عليه ثم ليصلي عليَّ ثم ليدع»(5). فهذا أريد به الحمد والثناء في أول الصلاة وهو دعاء الاستفتاح، فالمراد بالصلاة عليه، عليه الصلاة والسلام في جميع أجزاء الصلاة، على أحد الأقوال لأهل العلم، أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في ركوعه، وفي سجوده، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد. وإن أريد «بالحمد والثناء»، الحمد والثناء في التشهد، "التحيات لله"، هذا ثناء، فيكون الصلاة عليه، عليه الصلاة والسلام بعد التشهد، وهذا واضح « فليبدأ بالحمد لله، والثناء عليه». يعني أن الحمد والثناء سابق على الصلاة، ولهذا التشهد يقدم؛ لأنه ثناءٌ عليه سبحانه وتعالى، وهذه قاعدة الدعاء، هو ترتيبه بالثناء عليه سبحانه وتعالى، أولا في أول الصلاة، ثم تدعو في ركوعك، والتعظيم يكون أكثر، وتدعو في سجودك ودعاء المسألة يكون أكثر من التعظيم، كما في الحديث الصحيح في صحيح مسلم(6)، ثم أيضًا في التشهد المشروع هو أنك تثني عليه سبحانه وتعالى في التشهد، ثم بعد ذلك تصلي على النبي عليه الصلاة والسلام، كما في حديث ابن مسعود قال: «ثم ليدع بما شاء، ثم لينظر أي المسألة أحب إليه فليدع به». «فليتخير المسألة التي أعجبه إليه». كلها ألفاظٌ صحيحة عنه، عليه الصلاة والسلام تدل على أن التشهد هو الواجب وهو الأول، ثم بعد ذلك الصلاة عليه، عليه الصلاة والسلام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حديث ابن مسعود رضي الله عنه أخرجه البخاري في (831) و(835) ومسلم (402).
(2) أخرجه البيهقي بإسناد جيد كما في صفة الصلاة للشيخ الألباني.
(3) أخرجه مسلم (405) ، وأبو داود (980) ، والترمذي (3220).
أخرجه البخاري (4797، 6357) ومسلم (406).
(5) أخرجه أبو داود (1481) ، والترمذي (3477) والنسائي (1284) وأحمد(23418).
(6) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ " أخرجه مسلم (482). وعن ابن عباس: أن النبيَّ- صلى الله عليه وسلم فأما الركوعُ، فعظّموا الرب فيه، وأما السجودُ، فاجتهدوا في الدعاء، فقَمِنٌ أن يُستجابَ لكم" أخرجه مسلم (479)،