الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; ما يتعلق بالتفات المؤذن عند "الحيعلتين" الظاهر والله أعلم من حديث أبي جحيفة أن الالتفات يكونُ عند قول المؤذن "حي على الصلاة"، "حي على الصلاة "يلتفت يميناً ،"حي على الفلاح"، "حي على الفلاح" يلتفت شمالاً، ولهذا في حديثه أنه قال :"وَأَذَّنَ بِلَالٌ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُ فَاهُ هَا هُنَا وَهَا هُنَا يَقُولُ: يَمِينًا وَشِمَالًا يَقُولُ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ "[1] وجعل الحديث في صحيح مسلم مفصلاً يميناً مبيناً أنه يقول: "حي على الصلاة"، "حي على الفلاح" يمينا وشمالا. فهذا هو الظاهر وهو أن يجعل ليمينه "حي على الصلاة"، ولشماله "حي على الفلاح"، ذهب بعض أهل العلم أنه يقول: "حي على الصلاة" فليقابل اليمين، "حي على الصلاة "فليقابل الشمال ،حتى يكون لكل جهةٍ نصيب من هذه الكلمة. والأمر والله أعلم على ظاهر حديث أبي جحيفة يقول "حي على الصلاة"، "حي على الفلاح" يميناً وشمالاً، ولو كان على التفصيل المذكور وهو المراد للتنبيه؛ لأن هذا مما يخفى، و هذا هو الأظهر والأقرب. وهذا الالتفات المقصود به وقوع تنبيه من عن يمينه وشماله، ونص العلماء على هذا، وخاصة إذا كان في مكان مرتفع يلتفت إلى الجهة اليمين ويلتفت إلى الجهة الشمال. لكن النداء بـ "الحيعلتين" لمعنى مقصود؛ وهو النداء وسماع الصوت. فإذا ترتب على التفاته فوات الصوت كما يقع بالمكبرات في هذه الحالة نقول: لا يلتفت؛ لأن المقصود من الالتفات هو أن يبلغ صوته من عن يمينه، ومن عن شماله لأنه يخاطب ويُعْلِم عموم الناس بدخول وقت الصلاة، وهذه الغاية إذا فاتت فلا يفوِّتها بالوسيلة إليها. ذلك أن المقصود هو الغايات والوسائل طرقاً إليها فلا نُحصِّل الوسيلة ونفوِّت الغاية، وهذا أمر متقرر في الشريعة، وإذا أمكن الجمع بين الأمرين:  أن يلتفت يميناً وشمالاً، ولا يفوت الصوت مثل أن يكون المكبر أمامه دائرته متسعه يمكن أن يلتقط الصوت، أو يكون مثلاً أمام عدة سماعات إذا التفت إلى اليمين سماعة أخرى تلتقط الصوت، وإذا التفت إلى الشمال سماعة أخرى تلتقط الصوت فإن كان كذلك لا بأس في إنه يحصّل صورة الفعل وهو الالتفات ويحصّل فيه أيضاً كما تقدم تبليغ الصوت المقصود حصوله . ويمكن أيضاً أن يستدير برأسه ويكون قريبًا من المكبر. يكون فمه على المكبر مع التفاته برأسه، وهذا يصنعه بعض المؤذنين، يكون استدارته برأسه وفمه لا يتجاوز مساحة المكبر هذا هو المقصود فإذا حصل فالحمد لله .