• تاريخ النشر : 10/06/2016
  • 225
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

ما حكم سجود المسلم سجدة واحدة لأجل أن يدعو الله تعالى؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; الأصل في العبادات التوقيف والإنسان لا يتعبد لله سبحانه وتعالى عبادة إلا ويجب أن تكون مشروعةً وأن يدل الدليل عليها, ولم تثبت السجدة منفردة إلا في سجود الشكر أو سجود التلاوة ما سوى ذلك فهو سجود الصلاة, فلا تكون عبادة إلا كانت في الصلاة, كالركوع فكما أن لا يشرع أن يركع ركوعًا مجردًا بلا صلاة فكذلك لا يشرع أن يسجد سجدةً مجردةً بغير صلاة, ذكر بعض الشافعية وجهًا عندهم اختيار بعض علماء الشافعية أنه يشرع السجود لمن يدعوا الله تعالى أن يسجد وأن يسأل الله تعالى وأن يدعوه ساجدًا سجدةً منفردة، وقد أنكر كثير من الشافعية هذا القول قالوا: أنه لا يشرع مثل هذا وذلك أن أبواب العبادات توقيفية فالعبادة لها أسباب وشروط وأركان فلابد أن تتوفر أسبابها وشروطها وأركانها, فإذا لم تتوفر الأسباب والشروط والأركان فهو اختراع عبادة لا أصل لها، فكما هو أيضًا نبه بعض أهل العلم على أنه لا يشرع للإنسان أن يقف في عرفة أو يرمي الجمار أو في المزدلفة إلا بشروطها أن يكون هذا في الحج فإذا وقع هذا في غير الحج مع أنه جزء عبادة في الحج إنما يكون بدعةً لو فعل هذا يعني في غير الحج فإنه يكون بدعة, كسائر ما يفعل في الحج من رمي الجمار والمبيت بمزدلفة ومنى, فإذا كان هذا في الحج وهو عبادة أجزاء منفصلة ويجوز فيها ما لا يجوز في الصلاة فالصلاة المتصلة والتي أدخل في العبادة بل هي أم العبادات البدنية من باب أولى أنه لا يجوز أو لا يصح أن تفرد هذه العبادة وحدها وأن يخصص السجدة لدعاءه دون سببٍ مشروع من سجود تلاوة أو سجود شكر كما تقدم, ثم هذا قد يفتح أبواب وبدع أخرى, وقد نبه أهل العلم إلى أن بعض الجاهلين يتقرب إلى الله بما يبعده منه فيفعل مثل هذا الفعل يظن أنه قرب مع أنه يبعده من الله, ومن فعل فعلًا يعتقده قربة فعليه الدليل على ذلك, وقال عليه الصلاة والسلام: (من عمل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد)(1) أي مردود, وهذا الأصل متفق عليه من حيث الجملة وهذه المسألة داخلة في هذا الأصل.       ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه مسلم رقم (1721). من حديث عائشة رضي الله عنها.


التعليقات