• تاريخ النشر : 31/07/2016
  • 209
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

يقول السائل : ما صفة وضع اليدين في الصلاة؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; اليد لها أوضاع، تارة ترفعها عند التكبير، في أربعة مواضع: التكبير للإحرام، والتكبير للركوع، والرفع من الركوع، والقيام من التشهد الأول، وهل ترفع عند النزول للسجود وعند السجود؟ فيها خلاف، والجمهور أنها لا ترفع، والأحاديث الواردة حديث ابن الزبير وحديث ابن عباس لا تصح عند أبي داود في الرفع(1)، الصواب أنها لا ترفع كما في حديث ابن عمر في الصحيحين: أنه كان لا يرفع بين السجدتين (2)، الحال الثاني: بعد التكبير، فإنك تضع اليمنى على اليسرى، كما في حديث أبي العباس سهل بن سعد واللفظ للبخاري: "كان الرجل يؤمر أن يضع يده اليمنى على اليسرى في الصلاة"(3)، وهذا الوضع له حالاتان: حالة يكون أن تضع بطن الكف على ظهور الأصابع، وبطون الأصابع على ظهر الكف، هذه حالة، وحالة أخرى: أن تسمك بالرسغ، وهذا عند أبي داود: "وأخذ بالرسغ والساعد"(4) وظاهر حديث أبي العباس: "يضع يده اليمنى" وأطلق عليه الصلاة والسلام، وظاهر الوضع يشمل أن تضع بطن الكف وظهر الأصابع على ظهر الأصابع وظهر الكف، وكذلك أيضاً تضع على الساعد وإن كان اليد عند الإطلاق في اللغة تكون خاصة بالكف والأصابع كما قال الله تعالى:{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا}(5)،  والقطع يكون بين الرسغ، أما حينما يريد غير ذلك فيقيد،{وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ}(6)، لما أراد الغسل إلى المرفق قيد، فاليد عند الإطلاق في اللغة خاصة بهذا، فظاهر حديث أبي العباس يضع يده اليمنى فوق اليسرى أنه يضع اليد هذه، لم يقل على الذراع، لكن جاء الخبر الثاني: أنه على الرسغ والساعد، الطرف على الساعد في الذراع،(7) وهذا كأنه –والله أعلم- من باب التوسعة، وليس أن يضع يده اليمنى على اليسرى وتكون عليها، ولا بأس أن تكون بعضها: الأصابع أو أطراف الأصابع على الذراع، لا بأس من ذلك.وكذلك الموضع الذي بعده أن تكون حال السجود، حال السجود: يشرع أن تبسطها، "فضع كفيك وارفع مرفقيك"صحيح مسلم من حديث البراء بن عازب،(8) وهذا ورد في عدة أخبار، وترفع المرفقين، حديث أنس رضي الله عنه:"اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحد كم ذراعيه انبساط الكلب"(9) صحيح مسلم، فيضعها هكذا. الموضع الخامس: بين السجدتين، تضعهما على الفخذ، وتكون أطراف الأصابع عند الركبة، عند طرف الفخذ،مبسوطتان على الصحيح، وعند التشهد: تضع في التشهد الأول والتشهد الثاني، الكف اليمنى على الفخذ اليمني، والكف اليسرى على الفخذ اليسرى، وتمسك اليد في أحاديث معروفة عند مسلم: حديث عبد الله بن الزبير(10)، وحديث ابن عمر(11)، هذه هي أوضاع اليد حال الصلاة.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) وهو ما رواه أبو داود (739) عَنْ مَيْمُونٍ الْمَكِّيِّ : " أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَصَلَّى بِهِمْ يُشِيرُ بِكَفَّيْهِ حِينَ يَقُومُ وَحِينَ يَرْكَعُ وَحِينَ يَسْجُدُ وَحِينَ يَنْهَضُ لِلْقِيَامِ فَيَقُومُ فَيُشِيرُ بِيَدَيْهِ ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ : إِنِّي رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ صَلَّى صَلَاةً لَمْ أَرَ أَحَدًا يُصَلِّيهَا ! فَوَصَفْتُ لَهُ هَذِهِ الْإِشَارَةَ فَقَالَ :إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاقْتَدِ بِصَلَاةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ " والحديث ضعيف بهذا اللفظ ؛ ففي إسناده ابن لهيعة ، وهو ضعيف ، وميمون المكي ، وهو مجهول ، كما في "التقريب" (ص556 (. (2) حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما (أن النبي r كان إذا قام للصلاة رفع يديه حتى تكونا حذو منكبيه ثم كبر فإذا أراد أن يركع فعل مثل ذلك، وإذا رفع من الركوع فعل مثل ذلك ولا يفعله حين يرفع رأسه من السجود). أخرجه البخاري (735) ومسلم (390). (3) حديث سهل بن سعد رضي الله عنهما؛ قال: كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة. أخرجه البخاري في "صحيحه" (740)، (4) عن وائل بن حجر الحضرمي؛ قال: "قلت لأنظرن إلى رسول الله r كيف يصلي. قال: فنظرت إليه؛ قام، فكبّر، ورفع يديه حتى حاذتا أذنيه، ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد..، ثم ذكر الحديث في صفة الصلاة، وفيه قوله في صفة التشهد، "ثم قبض بين أصابعه، فحلّق حلقه، ثم رفع أصبعه، فرأيته يحركها يدعو بها" ومن طريق زائدة أخرجه كذلك أبو داود (727) والنسائي (889). (5) سورة المائدة، الآية: 38
(6) سورة المائدة، الآية: 6 (7) عن وائل بن حجر الحضرمي؛ قال: "قلت لأنظرن إلى رسول الله r كيف يصلي. قال: فنظرت إليه؛ قام، فكبّر، ورفع يديه حتى حاذتا أذنيه، ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد..، ثم ذكر الحديث في صفة الصلاة، وفيه قوله في صفة التشهد، "ثم قبض بين أصابعه، فحلّق حلقه، ثم رفع أصبعه، فرأيته يحركها يدعو بها" ومن طريق زائدة أخرجه كذلك أبو داود (727) والنسائي (889). (8) أخرجه مسلم (494). (9) أخرجه البخارى (532) و (822)، ومسلم (493)،
(10) عن عبد الله بن الزبير  قال: كان رسول الله r إذا جلس في الركعتين افترش اليسرى ونصب اليمنى ووضع إبهامه الوسطى وأشار بالسبابة، ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى وألقم كفه اليسرى ركبته. أخرجه مسلم (579) وأبو داود (988) والنسائي (1275). (11) عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كَانَ إِذَا قَعَدَ فِي التَّشَهُّدِ وَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُمْنَى وَعَقَدَ ثَلَاثَةً وَخَمْسِينَ وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ). أخرجه مسلم (912)، وأحمد في المسند (5878).


التعليقات