• تاريخ النشر : 31/07/2016
  • 458
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

يقول السائل : ما حكم سجود السهو في وقت النهي؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; سجود السهو تابع لغيره، فلا يكون فصل؛ إلا اذا كان قد نسي سجود السهو فسلم من العصر، ولما فرغ من السلام تذكر، نقول تسجد السهو، لأنه تابع للصلاة، حتى ولو كان بعد العصر، ولو كنت سلمت، يمكن يتصور أيضاً، على قول بعض التابعين، وهو اختيار تقي الدين رحمه الله، أنّ سجود السهو يُسجَد متى ما ذُكِر.إنسان نسي سجود الظهر، لصلاة العصر اليوم، فلم يتذكره إلا الغد أو بعد الغد، فذكر قولاً وجهه، وعزاه إلى بعض التابعين،  أنه يجوز أن تسجد سجود السهو؛ بعد يوم أو يومين، كما لو نسي إنسان ركعة من صلاة الظهر، أو ركعتين، ثم تذكرها بعد يوم أو يومين، هل يجوز أن تصلي ركعتين تنويهما تمام صلاة الظهر بالأمس؟ جمهور العلماء، والأئمة الأربعة قالوا: لا يصح ، بل مع طول الفصل تبطل الصلاة، وتعيد الصلاة، و تقي الدين رحمه الله اختار قولاً وأيده، وقواه ببعض الأدلة، والنبي صلى الله عليه وسلم صلى العصر ثلاثاً، ثم ذُكر حينما خرج من المسجد وقيل له صليت ثلاثاً فرجع وصلى ركعة  ولو طال الفصل، كما في حديث عمران بن حصين  «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى الْعَصْرَ فَسَلَّمَ فِي ثَلَاثِ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ دَخَلَ مَنْزِلَهُ وَفِي لَفْظٍ: فَدَخَلَ الْحُجْرَةَ، فَقَامَ إلَيْهِ رَجُلٌ يُقَال لَهُ: الْخِرْبَاقُ، وَكَانَ فِي يَدِهِ طُولٌ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَكَر لَهُ صَنِيعَهُ، فَخَرَجَ غَضْبَانَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّى انْتَهَى إلَى النَّاسِ فَقَالَ: أَصَدَقَ هَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَصَلَّى رَكْعَةً ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ . " صحيح مسلم. (1) وفي الصحيحين أنه صلى ركعتين لما ذُكِّر(2) ، ولكن ما عليه جمهور العلماء إن طال الفصل عليه أن يعيد الصلاه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)  أخرجه مسلم (575) . (2) يَقُولُ أبوهُرَيْرَةَ رضي الله عنه: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ، إِمَّا الظُّهْرَ، وَإِمَّا الْعَصْرَ، فَسَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَتَى جِذْعًا فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَاسْتَنَدَ إِلَيْهَا مُغْضَبًا، وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَهَابَا أَنْ يَتَكَلَّمَا، وَخَرَجَ سَرَعَانُ النَّاسِ، قُصِرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَامَ ذُو الْيَدَيْنِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَقُصِرَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَقَالَ: «مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟» قَالُوا: صَدَقَ، لَمْ تُصَلِّ إِلَّا رَكْعَتَيْنِ، «فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَفَعَ، ثُمَّ كَبَّرَ وَسَجَدَ، ثُمَّ كَبَّرَ وَرَفَعَ»، أخرجه البخاري (4750) ، ومسلم (573) .


التعليقات