مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

من فاته قيام الليل وأراد أن يقضيه في النهار، هل يبدأ  بركعتين خفيفتين، وأن يقرأ فيه دعاء الاستفتاح بالدعاء الوارد "اللهم رب جبرائيل"، وهل من السنة القراءة بهذا الدعاء في استفتاح الصلوات الأخرى من الفرائض والنوافل ؟

الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;  من فاته قيام الليل، فإن السنة أن يقضيه في النهار، كما في حديث عائشة -رضي الله عنها- في صحيح مسلم أنه -عليه الصلاة والسلام- "كان إذا لم يصلي من الليل من وَجَعٍ، أَوْ غَيْرِهِ، صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، (1) م (746) أما كونه يستفتح بركعتين خفيفتين؟ الله أعلم، ما أعرف في هذا شيء،(2) لكن صلاة الليل مثل النهار الأمر فيها واسع، والأولى أن يصليها على وجهٍ واحد، وذلك وإن فرق بينها خفف البعض فلا بأس، ليس بلازم أن يجعلها سواء.أما الاستفتاح الوارد فهذا ورد في صلاة الليل، من فعله ومن قوله والجميع في صحيح مسلم. أما "اللهم رب جبرائيل". فهذا حديثٌ صحيح رواه مسلم،(3) رواية عكرمة عن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة -رضي الله عنها- أنه -عليه الصلاة والسلام- كان يستفتح صلاة الليل قال: «اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا يختلفون أهدني لما اختلف فيه في حق دينك، إنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم»، وهذا يقال لا بأس في الفريضة، وفي النهار.في أدعية الاستفتاح كثيرة، لكن إذا لازم الإنسان الشيء الثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أو الذي نقل عنه، كما في حديث أبي هريرة: «اللهم باعد بيني وبين خطاياي»(4)، فلا بأس. وإن قال أحيانًا بعض الأدعية، فكله من باب التنوع في الأذكار كسائر ما جاء فيه عدة أذكار، لا يكون على سبيل الجمع بينهما، وكذلك الإنسان يدعو بخارج الصلاة هذا دعاءٌ عظيم، من أعظم الأدعية، الإنسان يدعو بهذا في كل أحواله، وكان كثير من أهل العلم إذا استغرقت عليه المسائل ينهج بهذا الدعاء، وكان شيخ الإسلام -رحمه الله- كثيرًا ما يقول هذا الدعاء يستعين به العبد في سؤاله ربه -سبحانه وتعالى- وأحوج ما يكون إليه طالب العلم وخاصة في المسائل التي تشكل، فيلجأ ويضرع لربه -سبحانه وتعالى- وينكسر ويذل ويدعو بما فتح الله عليها من هذا الدعاء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه مسلم (746)، والترمذي (447)، والنسائي (1465). (2) جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين " . أخرجه مسلم (768). (3) عن عائشة -رضي الله عنه- قالت: كان إذا قام من الليل افتتح صلاته: «اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم» رواه مسلم (770). (4) عن أبي هريرة، قال: كان رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم -إذا كبّر في الصلاة سكتَ بين التكبير والقراءة، فقلتُ له: بأبي أنت وأمي، أرأيتَ سكوتَكَ بين التكبير والقراءة، أخبِرني ما تقول؟ قال: "اللهم باعِد بيني وبين خطايايَ كما باعَدتَ بين المَشرِقِ والمَغرِبِ، اللهم أَنقِني من خطايايَ كالثوبِ الأبيضِ من الدنَس، اللهمَ اغسِلني بالثلجِ والماء والبَرَد" . أخرجه البخاري (744)، ومسلم (598)،


التعليقات