الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; الفجر الصادق كما في حديث جابر رضي الله عنه (1)، وحديث ثوبان رضي الله عنه عند الحاكم(2)، وما جاء في معناهما:أن الفجر الصادق هو الذي يمتد هنا وهنا، لا يذهب في كبد السماء. عندنا الفجر فجران: فجر كاذب، وفجر صادق في حديث ابن عباس(3) ، وجابر، وكذلك حديث" ثوبان" أيضاً، وفيه أنه قال: "فأمَّا الفجرُ الذي يكونُ كذنَبِ السَّرْحانِ"[صحيح الجامع] أي كذنب الذئب، وهو نور مستطيل يذهب في الأفق، نور مثل الشرارة يشرق، ثم تعقبه ظلمة شديدة. هذا فجر كاذب لا يلتفت إليه، ولا يجوز الصلاة عند خروجه، ولا تمسك عند رؤيته عن الطعام، بل تنتظر حتى يكون الفجر الصادق، وهو الذي يظهر، وهو الموصوف بحديث "طلق بن على": "كلوا واشرَبوا ولايَهيدَنَّكمُ السَّاطعُ المُصعِدُ وَكلوا واشربوا حتَّى يعترِضَ لَكمُ الأحمرُ"[صحيح الترمذي] (4)،"ولايَهيدَنَّكمُ" أي: لا يزعجنكم، والمعنى :لا يزعجكم، ولا يخيفكم الصاعد المصعد؛ يعني الذي يصعد في السماء، ويذهب في ارتفاع. إنما الذي ينتشر في الأفق، وعلامته أنه يمتد في الأفق تراه أمامك، ويزداد ضوءاً شيئاً فشيئًا هذا هو الصبح. وفي الغالب أن الناس في بيوتهم، وفي طرقاتهم لا يرون الفجر، وعلى هذا يعتمد على التقاويم، ومادام أنه لم ينكر رؤية طلوع الفجر، وكذلك ما يتعلق بغروب الشمس، فالأظهر، والله أعلم وجوب الالتزام بمثل هذه التواقيت إلا في حالة استثناء؛ لأن الطريق إلى ذلك، وبعضهم تسهل في هذا، وكان الشيخ"عبد العزيز بن باز"-رحمه الله-يقول عن هذه التقاويم أنها مبنية على الظن، وليست على القطع.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْفَجْرُ فَجْرَانِ : فَأَمَّا الْفَجْرُ الَّذِي يَكُونُ كَذَنَبِ السَّرْحَانِ فَلا تَحِلُّ الصَّلاةُ فِيهِ وَلا يَحْرُمُ الطَّعَامُ ، وَأَمَّا الَّذِي يَذْهَبُ مُسْتَطِيلا فِي الأُفُقِ فَإِنَّهُ يُحِلُّ الصَّلاةَ ، وَيُحَرِّمُ الطَّعَامَ " .أخرجه الحاكم (1/191)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/377). (1) حديث ثوبان أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9157)، (1) أخرجه الحاكم (1/425)، وابن خزيمة في صحيحه (1818) والدارقطني في سننه (2165) والبيهقي في السنن الكبرى (1/457). (1) أخرجه أبو داود حديث (2348)، والترمذي  حديث (705). السلسلة الصحيحـــة 5/ 50 - 52 رقم 2031.