ما حكم من يصلي الصلاة في وقتها في البيت؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
من كان يصلي في البيت بغير عذر فإنه لا يجوز ما دام مكلف ومخاطب فإنه لا يجوز له أن يصلي في البيت لما جاء من الأدلة الدالة على وجوب صلاة الجماعة، وهي أدلة كثيرة موصوفة في كلام أهل العلم وإذا كان يصلي وحده فإن الأمر أشد، وإن صلى جماعة فبعض أهل العلم يجوز هذا وإن كان الصواب أنه يجب عليه أن يصلي مع الجماعة وذهب بعض أهل العلم إلى أن الصلاة في المسجد شرط لصحة الصلاة ومال إليه بعض أهل العلم ، وإن كان جمهور العلم يرى أنها ليست شرطًا إنما هي واجبة وهذا هو القدر الذي تدل عليه الأدلة والنبي عليه الصلاة والسلام قال: (من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له)(1) وجاءت أخبار بهذا المعنى في تأكيد أمر صلاة الجماعة وأخذ أهل العلم من بعض الأدلة أنه لو صلى بغير عذر في البيت فإنه آثم وصلاته صحيحة لما جاء من الأدلة في قوله عليه الصلاة والسلام في حديث ابن عمر(2) وأبي هريرة(3) وأبي سعيد(4) (تفضل صلاة الجماعة) وفي ألفاظ تفضل، فجعل صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفرد وهذا وإن كان يدلان على جواز صلاة في البيت بغير عذر إنما الحديث في الجملة يدل على أنه لو صلى فإن صلاته صحيحة ويدل على ذلك ما ذكره عليه الصلاة حينما هم بتحريق من تخلف عن صلاة الجماعة(5) لم يأمر بإعادة الصلاة ولم يقل إن صلاتهم لا تصح بل أخبر بما ارتكبوه من هذا الجرم بتركهم الصلاة بغير عذر ولم يأت أنه أمرهم عليه الصلاة والسلام بإعادة الصلاة فأخذ جمهور العلماء أن الصلاة صحيحة وإن كان آثمًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)حديث ابن عباس: "من سمع النداء فلم يُجب فلا صلاة له إلا من عُذر" أخرجه ابن ماجه (793) وابن حبان (2064) وغيرهما بسند صحيح،
وحديث أبي هريرة عند مسلم (653)، والنسائي في "الكبرى" (925) ولفظه عن أبي هريرة، قال: أتى النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلم - رجل أعمى، فقال: يا رسول الله، إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له فلما ولى دعاه، فقال: "هل تسمع النداء بالصلاة، فقال: نعم، قال: "فأجب".
(2)أخرجه البخاري (645) ،ومسلم (650) ابن عمر رضي الله عنهما.
(3)أخرجه البخاري (648) ومسلم (649) ،أبو هريرة رضي الله عنه.
(4)أخرجه البخاري (646) ،أبو سعيد رضي الله عنه.
(5) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدَ نَاسًا فِي بَعْضِ الصَّلَوَاتِ، فَقَالَ: «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنَّ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنْهَا، فَآمُرَ بِهِمْ فَيُحَرِّقُوا عَلَيْهِمْ، بِحُزَمِ الْحَطَبِ بُيُوتَهُمْ، وَلَوْ عَلِمَ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَظْمًا سَمِينًا لَشَهِدَهَا» يَعْنِي صَلَاةَ الْعِشَاءِ
أخرجه مسلم (651).