أعيش في كندا وفي بعض الأيام نذهب للتسوق من بعد صلاة الظهر فتجمع زوجتي صلاة العصر إلى الظهر لعدم وجود مساجد وتحرجها من الصلاة أمام الناس لحديث ابن عباس أن الرسول صلى الله عليه وسلم ((جمع في المدينة من غير خوف ولا مطر)) أما إذا دخلت صليت في أي مكان فهل فعله
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; إن كنت في هذا البلد مسافر يعني لست من أهل البلد فهذا له حكم على الخلاف في هذه المسألة عند أهل العلم، ومن كان مقيم إقامة طويلة إذا قيل أنه لا يقصر الصلاة فلا بأس أن يجمع عند الحاجة؛ لأنه وقع فيه خلاف، هل الحكم حكم مسافر أم لا؟ لكن فيما يتعلق بالجمع عند الحاجة يجوز هكذا، وهذا والله أعلم يجوز في كل مسالة شككنا هل يجوز فيها القصر أو لا يجوز فيها القصر؟ فيجوز فيها الجمع عند الحاجة، مثلا لو خرج مسافة يشك هل هي مسافة سفر أم لا، فإنه يجوز الجمع عند الحاجة؛ لأن الجمع للحاجة جائز ولهذا يجمع المقيم للحاجة. وعلى هذا إذا كنت على هذه الصفة أنت وزوجك فالواجب أن تصلي أنت مع الناس، وزوجتك تصلي كل صلاة في وقتها في بيتها إلا أن تصلي في المسجد فصلاتها مع الجماعة، وعلى هذا من عرض له مثل هذه الحاجة فاحتاج إلى الجمع جاز له ذلك، وزوجتك في هذه الحالة إن كان من العادة أن تصلي كل صلاة في وقتها فإذا صلت أمام الناس أمام النساء مثلاً في مكان عام ورآها غير أهل الإسلام فهذا حسن لأنه من أبواب الدعوة إلى الله عز وجل ولا تتحرج بل تعتز بدينها، فإن هذا الحرج في الغالب يزول حينما تدخل في الصلاة ويعينها الله سبحانه وتعالى وتكون سبباً في هداية غيرها عندما يرون هذه الحركات وهذه الصلاة، وهذا من أعظم أسباب الدعوة إلى الإسلام، وهذا يقع كثيراً من أخواننا وأخواتنا الذين يظهرون هذه العبادة العظيمة. وبالجملة من احتاج إلى الجمع مع ملاحظة أن يكون بقاؤه في تلك البلاد بقاء له ما يسوغه، فإذا أحتاج إلى الجمع، وشق عليه يصلي كل صلاة في وقتها جاز.