يقول السائل : ما حكم من انحنى دون الركوع ليلتقط شيئا أثناء قراءة الإمام في الصلاة ؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
لا يجوز للإنسان أن ينحني في ركوعه ، لأن هذا زيادة في الصلاة ، إلا إذا كان شئ يسير فالانحناء ممكن ، فحين يكون الانحناء يسير لا يؤثر على القيام ؛ أقرب إلى القائم وانحناء كثير يكون أقرب إلى الراكع هذا لا يجوز لأنها حركة زيادة في الصلاة ، في الركوع ، فإن سقط منك شيء ، في هذه الحالة عليك أن تدعه حتى تصلي ، فإن أمكنك أن تلتقطه مثلا بقدمك فلا بأس من ذلك ، إلا إذا كان الساقط ؛ شئ تخشى من ذهابه ، كالمال ، وتخشى أن يسرق ، وأنك إن لم تنحني لأخذه لسرق ، فلا بأس من ذلك ، تكون حركة مأذون فيها ، وقد روى البخاري عن أبي برزة نضلة أبي عبيد الأسلمي رضي الله عنه : أنه كان يصلي وكان حبل فرسه بيده فتلكأ الفرس عليه ، فجعل يمشي ما استطاع يشد الفرس ، قوة الفرس سحبته ، فجعل يمشي حتى مشى خطوات كثيرة ، فجاء رجل من الخوارج فقال فعل الله بك وفعل ، فعل الله بهذا الشيخ وفعل ، يقول ذلك الرجل فلم يلتفت له ، فلما رحل قال رضي الله عنه : إن ببتي متراخ وإني إن تركت فرسه لم أرجع إلا في ليل ،وإني قد صحبت الرسول صلى الله عليه وسلم وشهدت من تيسيره (1)، والنبي عليه الصلاة والسلام قال اقتلوا الأسودين ؛ الحية والعقرب في الصلاة (2). لما رواه الخمسة بإسناد صحيح وروي أنه عليه الصلاة والسلام كان يفتح لعائشة الباب رضي عنها(3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أبو برزة الأسلمي -رضي الله تعالى عنه-: إني صحبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وشهدت تيسيره، وقد كانت الأمم التي قبلنا في شرائعهم ضُيق عليهم، فوسع الله على هذه الأمة أمورها وسهلها لهم، ولهذا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الله تجاوز لأمتي ما حدّثت به أنفسها ما لم تقل أو تعمل)). أخرجه البخاري (2391)، ومسلم (127).
(2)أخرجه أبو داود (921) و الترمذي (930) والنسائي (1202). وابن ماجة في السنن ( (1254.
(3)أخرجه أبو داود (922) والنسائى (1/178) والترمذى (2/497) والبيهقى (2/265) من طريق برد بن سنان أبى العلاء عن الزهرى عن عروة عن عائشة رضى الله عنها قالت: " استفتحت الباب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى تطوعاً والباب على القبلة , فمشى عن يمينه أو عن يساره , ففتح الباب , ثم رجع إلى مصلاه "
وقال الترمذى: " حديث حسن غريب ".