مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

يقول السائل : ما حكم الصلاة على الراحلة في سفر ليس ببعيد؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; الصلاة على الراحلة تشرع في السفر، هذا الذي ثبت في الأخبار في حديث جابر بن عبد الله (1)، حديث ابن عمر(2)، وكذلك حديث أنس(3) ، وعامر بن الربيعة (4)، كلها في الصحيحين، حديث أنس "حين قدم من الشأم فلقيناه بعين التمر فرأيته يصلي على حمار ووجهه من ذا الجانب يعني عن يسار القبلة فقلت رأيتك تصلي لغير القبلة فقال لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله لم أفعله" رواه إبراهيم بن طمان عن حجاج عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم،(5) وبعضهم تكلم في هذه اللفظة، وقال أنه وهم، لكن لا يمتنع أن ينقل هذا، وهذا، وفي حديث أنس في الصحيح "أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا أراد أن يكبر استقبل القبلة"(6) سنده جيد، إذا أراد أن يصلي في السفر، أما في داخل البلد، فذهب الجمهور على أنه لا يصلي، وذهب مجموعة من العلماء، منهم الشافعية، وجماعة من أهل العلم، إلى أنه لا بأس؛ أن يصلي النافلة في السفر لغير القبلة ، لكن لايجوز أن يصلي النافلة كذلك في الحضر، والأظهر أنه خاص بالسفر، لأن الأخبار جاءت مقيدة بالسفر، وأنه لا يسع ذلك إلا حال سفره،  وهذه عبادة،  والنبي صلى الله عليه وسلم، كثيراً ما كان يركب الراحلة في المدينة، وربما ذهب إلى البقيع، ونحو ذلك، وهو راجع كما في جنازة الدحداح، أنه ركب وهو داخل ، وكذلك ركب فرساً عليه الصلاة والسلام، في قصة خُبَر، وكثير من الأخبار لم يذكر أنه صلى على الراحلة، ثم نقل الصحابة للأخبار بهذا في السفر، مع أن إقامته في السفر بالنسبة للحضر قليلة جداً ولم ينقلوا ذلك في الحضر مما يدل على أنه خاص بالسفر دون الحضر، كما نقلوا القصر في الصلاة في السفر، كذلك يمكن أن يقال عندما يكون الإنسان مُلجأً لعدم النزول يعني لا يمكن أن ينزل، مثل إنسان يكون في المدينة، فخاصة مع شدة الزحام، فيبقى مثلاً في سيارته الساعات الطويلة، ولا يمكن أن ينزل فيبقى في سيارته، هذه الحال لا بأس بها، فإن مرت عليه الصلاة فعيله النزول، إن أمكن ،ما استطاع أن ينزل، في هذه الحالة، ينزل منزلة المسافر، كما أنه يصلي الفريضة، فلا بأس أن يصلي السنة؛ كما كان يصليها، لأنه في هذه الحالة قد تكون أشد من حال المسافر، لكن إن أمكن أن ينزل يصلي هذه الراتبة، لكن إن لم يكن مر بوقت، وطال به الأمر وأراد أن يصلي، والإنسان عليه أن يستغل وقته في مثل هذه الحال، بما شاء من ذكر، واستغفار، ودعاء، ونحو ذلك من أعمال الخير.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه البخاري (1099) من حديث جابر رضي الله عنه. (2) أخرجه البخاري (403)، ومسلم (526). (3) عن أنس بن سيرين قال: استقبلنا أنسا حين قدم من الشام فلقيناه بعين التمر فرأيته يصلي على حمار ووجهه من ذا الجانب- يعني عن يسار القبلة- فقلت: رأيتك تصلي لغير القبلة؟ فقال: لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله لم أفعله. أخرجه البخاري (1100)، ومسلم (702). (4) أخرجه البخاري (1097) عامر بن ربيعة. (5) أخرجه البخاري (1100)، ومسلم (702).
(6)ذكره الحافظ ابن حجر في "إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1717)وعزاه لأبي داود الطيالسي في مسنده.


التعليقات