ما حكم الدعاء في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ في السجود أو بغير الأدعية الواردة في القرآن الكريم؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
نص العلماء على إنه حينما يدعو في بعض الأدعية الواردة في القرآن في كلام الله تعالى، وينوي ﴿رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾(1), لا بأس بذلك؛ لأنه ينوي به الدعاء والإنسان يتحرى هذه الأوقات، ويسأل ربه وعلى المسلم أن يتخير أيضًا الأدعية المنقول عنه عليه الصلاة والسلام التي وردت، وإن كان الدعاء في السجود مطلق الدعاء "وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمنن أن يستجاب لكم"(2)، أي حري أن يستجاب لكم، وكذلك في آخر التشهد أيضًا، وكذلك الركوع يكثر فيه من التعظيم والثناء ويدعو ربه سبحانه وتعالى, ويتحرى الجوامع في الدعاء كما ثبت بذلك في حديث عائشة عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يتحرى الجوامع من الدعاء صلوات الله عليه(3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة آل عمران:8 .
(2) أخرجه مسلم رقم (479)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
(3) أخرجه أبو داود (1482) ، وأحمد في المسند (25027) وابن أبي شيبة في المصنف (29653) ، وابن حبان(867) ، والحاكم في المستدرك (1/539) ، والطبراني في " الأوسط (4946).