• تاريخ النشر : 02/06/2016
  • 204
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

هل ورد في السنة أن النبي صلوات الله عليه صلى الجمعة في أثناء سفره؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; أهل العلم متفقون أن الجمعة لا يكلف بها المسافر، أي لا يقيمها، لكن هو يصلي تبعًا لغيره, والنبي عليه الصلاة والسلام سافر أسفارًا كثيرة, ولم ينقل في خبر واحد أنه صلى الجمعة، فيبعد أنهم ينقلون عنه في أسفاره أمور دقيقة بالنسبة لهديه عليه الصلاة والسلام في سفره, وينقلون أنه عليه الصلاة والسلام كان يصلي على راحلته (1)، وينقلون أنه كان لا يبالي أين يوجه ركابه، وينقلون أنه كان إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس آخر الظهر والعصر(2)، وإن زاغت الشمس صلى الظهر، وفي الرواية الأخرى صلى الظهر ثم ركب, إلى غير ذلك، ونقلوا عنه في أسفاره أنه عليه الصلاة والسلام نزل بمكان كذا، وكذلك ما نقله أسامة بن زيد رضي الله عنه حينما نزل فبال قبل أن يصل المزدلفة(3), وصفات أخرى وهيئات نقلت عنه عليه الصلاة والسلام كثيرة.فكيف صلى صلاة الجمعة التي يجتمع لها أصحابه وتكون خطبه ثم قبل ذلك تكون أذان ثم خطبة ثم إقامة ثم الصلاة، هذا لاشك لو وقع فإنه ينقل، بل يكون نقله عن جمع كثيرة من الصحابة، خاصة أنه في أسفاره عليه الصلاة والسلام التي نقلها أهل العلم وهي أسفارٌ معلومة, إمَّا في غزو أو في جهاد أو في حج أو في عمرة, المقصود أنه لم ينقل أنه صلى الجمعة في السفر، ولهذا يكاد يتفق عليه أهل العلم على عدم صحة الجمعة من المسافر بمعنى أنه لا يقيمها. وجاء أنه عليه الصلاة والسلام لم يصل الجمعة في حجة الوداع، وكانت حجة الوداع يوم الجمعة, يوم عرفة كان يوم الجمعة، واتفق أهل العلم أنه لم يصلِ الجمعة في ذلك الوقت, فهو عليه الصلاة والسلام رابط بالوادي، و بدأ بالخطبة ثم أُذِن للصلاة, ثم أقيم لصلاة الظهر ثم صلى الظهر ثم أقيم لصلاة العصر ثم صلى العصر(4), وهذا باتفاق أهل العلم, من جهة أنه عليه الصلاة والسلام بدأ بالخطبة, ولم يؤذن المؤذن قبل الخطبة. بخلاف الجمعة فإنه يؤذن ثم يخطب, الأمر الثاني أنه صلوات الله عليه بعدما فرغ من الخطبة أقيم للصلاة ثم صلاها ولم يجهر بها عليه الصلاة والسلام ،كذلك خطب خطبة واحدة والجمعة خطبتان, وهذا كله يبين أن المسافر لا يصلي الجمعة، هذا يكاد يكون محل اتفاق إلا خلاف ابن حزم رحمه الله.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ " يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ ، وَيَقُولُ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به يومئ إيماء صلاة الليل إلا الفرائض يوتر على راحلته" أخرجه البخاري رقم (1000)، ومسلم رقم ( 70). (2) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ " إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ ، أَخَّرَ الظُّهْرَ , حَتَّى يَجْمَعَهَا إِلَى الْعَصْرِ ، فَيُصَلِّيهِمَا جَمِيعًا ، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ زَيْغِ الشَّمْسِ ، صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا , ثُمَّ سَارَ ، وَكَانَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ الْمَغْرِبِ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الْعِشَاءِ ، فَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ عَجَّلَ الْعِشَاءَ فَصَلاهَا مَعَ الْمَغْرِبِ " أخرجه مسلم رقم (2282)، (3) أخرجه البخاري رقم (139)، ومسلم رقم ( 1280). (4) هو حديث جابر بن عبد الله الطويل رضي الله عنه في وصف حجة النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه مسلم (1237).


التعليقات