تقول : أنا فتاة أصلي الوتر جهرًا حتى أستطيع التركيز فيما أقرأ, هل يجوز ذلك؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أخبار كما في حديث بلال, وحديث أبي هريرة(1), وكذلك جاء لعله عن أبي قتادة(2) أن النبي صلوات الله عليه مر بعمر يرفع صوته, ومر بأبي بكر يخفض صوته, وقال: اخفض قليل يا عمر, وارفع قليل يا أبا بكر, وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم كانت قراءته على قدر من يسمعه في الحجرة،(3) وفي الرواية الأخرى كان يرفع طورًا ويخفض طورً(4)ا؛ أحاديث كثيرة في هذا الباب, ولما صلى بابن مسعود وفيه أنه قرأ أو حذيفه؛ لما قرأ البقرة والنساء وآل عمران جهر بها صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل, لكن المقصود أنه صلاة الليل يُشرع الإنسان خاصة إذا كانت القراءة تنشطه أن يجهر بالقراءة وكما قال: انظر لما هو أنفع لقلبك فافعله, وصلاة الليل كذلك من قرب الليل تصلى جهرية؛ صلاة المغرب جهرية, وصلاة العشاء جهرية, الفجر يعني بعد طلوع الفجر تكون الصلاة في الغلس أيضًا جهرية ليتواطأ اللسان مع القلب، والله أعلم، وصلى الله وبارك على نبينا محمد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ : " يَا أَبَا بَكْرٍ ، سَمِعْتُكَ الْبَارِحَةَ وَأَنْتَ تُصَلِّي ، وَأَنْتَ تُخَافِتُ بِالْقِرَاءَةِ " ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ أَسْمَعْتُ مَنْ نَاجَيْتُ ، ثُمَّ قَالَ لِعُمَرَ : " سَمِعْتُكَ يَا عُمَرَ ، وَأَنْتَ تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ " ، فَقَالَ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَطْرُدُ الشَّيْطَانَ وَأُوقِظُ الْوَسْنَانَ ، ثُمَّ قَالَ : " يَا بِلالُ ، وَسَمِعْتُكَ الْبَارِحَةَ وَأَنْتَ تُصَلِّي وَتَقْرَأُ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ ، وَمِنْ هَذِهِ السُّورَةِ " ، فَقَالَ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَلامٌ طَيِّبٌ جَمَعَ اللَّهُ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ ، فَكُنْتُ أَقْرَأُ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ ، وَمِنْ هَذِهِ السُّورَةِ ، فَقَالَ : " كُلُّكُمْ قَدْ أَصَابَ " . أخرجه أبو داود في " سننه " (1330 ) وفي سنن البيهقي الكبرى (4478) و في شعب الإيمان (2302 ) ، والخطيب في تاريخ بغداد (15/382 ) ، وابن عساكر في التاريخ (32/164 )، وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود (1330): حسن. وجاء ذكر بلال رضي الله عنه في هذا الحديث، وليس الحديث من مسند بلال.
(2)عَنْ أَبِي قَتَادَةَ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ : " مَرَرْتُ بِكَ وَأَنْتَ تَقْرَأُ وَأَنْتَ تَخْفِضُ مِنْ صَوْتِكَ " فَقَالَ : إِنِّي أَسْمَعْتُ مَنْ نَاجَيْتُ ، قَالَ : " ارْفَعْ قَلِيلًا " ، وَقَالَ لِعُمَرَ : " مَرَرْتُ بِكَ وَأَنْتَ تَقْرَأُ وَأَنْتَ تَرْفَعُ صَوْتَكَ " قَالَ : إِنِّي أُوقِظُ الْوَسْنَانَ وَأَطْرُدُ الشَّيْطَانَ ، قَالَ : " اخْفِضْ قَلِيلًا " أخرجه أحمد في "مسنده " (867 ) ، وأبو داود في " سننه " (1329 ) ، والترمذي في " سننه " (447 ) وابن خزيمة (1097) ، وابن حبان في صحيحه ( 733)، والحاكم (1/310) قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ ، وَإِنَّمَا أَسْنَدَهُ يَحْيَى بْنُ إِسْحَاق ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَأَكْثَرُ النَّاسِ إِنَّمَا رَوَوْا هَذَا الْحَدِيثَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ مُرْسَلًا .وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
(3)عن ابن عباس رضي الله عنه قال :كانت قراءة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قدر ما يسمعه من في الحجرة ، وهو في البيت .أخرجه أبو داود (1/208) رقم (1327) ، وعنه البيهقي (3/10 - 11) ، والترمذي في " الشمائل "(2/143) ، وأحمد (1/271) والطحاوي (1/203) ، والطبراني في " الكبير (11/218 ).
وقال الألباني في صحيح أبي داود: حسن صحيح.
(4) أخرجه أبو داود رقم (1291) والترمذي (449) قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب و «النسائي» 3/224 وقد صححه العراقي في " تخريج الإحياء " (1/315). والألباني في صحيح أبي داود (1291).