ما صحة حديث أم قيس رضي الله عنها تُوُفِّيَ ابْنِ لي فَجَزِعْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لِلَّذِي يَغْسِلُهُ: لاَ تَغْسِلِ ابْنِي بِالْمَاءِ الْبَارِدِ فَتَقْتُلَهُ. فَانْطَلَقَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ إلى رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِهَا: فَتَبَسَّمَ،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
هذا الحديث رواه أحمد والنسائي(1) من طريق أبي الحسن مولى أم قيس بنت محصن وأخوها عكاشة بن محصن وهذا أبو الحسن ليس مشهورًا ولم ينقل توثيقه عن معتبر ولذا هو في حكم مجهول الحال، فإذا أجرينا هذه القاعدة قلنا الحديث ضعيف لأنه مجهول الحال، وهنا قاعدة أخرى عن بعض أهل العلم وأشار إليها ابن القيم رحمه الله في بعض كلامه وهو أنهم يقولون إذا كان الحديث له قصة والراوي ممن دل الدليل على أنه يضبطها ومثله في هذا الحديث لأنه مولى أم قيس بنت محصن وفي ابنها هذا الصغير الذي توفي، وقوله هذا القول: "لا تغسل ابني بالماء البارد" فلا شك أن مثل هذه القصة التي تَرد في الحديث تضبط ولا تفوت على الراوي وإن لم يكن بذاك الضابط وخاصة مولى أم قيس بنت محصن، ومعلومٌ أن موالي الصحابة رضي الله عنهم في ذلك الزمن ليس كغيرهم ولذا بعضهم يُجري العدالة عليهم وإن كان هذا موضع نظر إلا من جهة أن فيه قصة وإنما يُخشى عدم ضبط الرواية، ولذا قال بعض أهل العلم إذا كان الإنسان سيء الحفظ فروى حديثًا فيه واقع قصة فإنه مما يدل على ضبطه إذ يخشى ضعف الحديث من جهته من عدم الضبط فكونه يرويه على هذا الوجه مما يدل على ضبطه وهذا مشاهد فيما يكون له قصة أو واقعة، وبالجملة الخبر على ما هنا أنه حصل لها البركة لدعاء النبي عليه الصلاة والسلام وأنه طال عمرها، وتأخرت وفاتها رضي الله عنها والنبي تبسم لأنها تقول لا تقتل ابني وهو ميت، لا شك أن هذا مما يدعوا إلى التبسم وهذا من شدة ما في قلبها ورحمتها لابنها هذا الصغير رضي الله عنهم جميعًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه النسائي في الصغرى (1882) وفي السنن الكبرى (2019)، وأحمد في المسند (26458) .