يقول السائل : ما حكم الدعاء والصلاة على الرسول جماعة دبر كل صلاة؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; خير الهَدى والهُدي هو هدي محمد، عليه الصلاة والسلام، وشر الأمور محدثاتها، فالهدى بالسالفات، ما كان عليه هديه، عليه الصلاة والسلام، وهدي أصحابه رضي الله عنهم، أما الاجتماع على الذكر، الاجتماع على القرآن الجماعي، هذا كله لا أصل له، وهو من البدع الاضافية كما يقولون، وهو أن تكون بدعاً نسبية، الذكر مشروع، قراءة القرآن مشروعة، الاجتماع مشروع، لكن حينما تضيف اليه شيئاً ليس مشروعاً؛ يكون بدعةً إضافية، لما أضفته إليه، وقد خصصته بشئ، مثل ما نقول حينما يطلق الشارع، أنت لا تخصص إلا بتلك، لا تقيد إلا به، فإذا قيدت ما أطلقه، أو خصصت ما عممه من العبادات، كان بدعةً إضافية، وربما كان بدعةً حقيقية، إذا كان هذا التخصيص ظاهر البطلان، مثل الاجتماع، يعني مثل إذا كان التخصيص ترتب عليه؛ إحداث بدعة وترك سنة، يعني عندنا مثلا بدع إضافية؛ لا يترتب عليها ترك سنة، يترتب عليها إحداث بدعة، هذه بدعة إضافية. وبدع إضافية يترتب عليها؛ فعل بدعة وترك سنة، فتكون بدعة حقيقية، لما قارنها الغلو في البدعة، مثل الذكر الجماعي بعد الصلوات المفروضات، هو ذكر ومشروع في الأصل، لكن في هذا الموقف هو بدعة، وبدعة حقيقية ليس إضافية، لماذا؟ لأنها بدعةٌ قوية، بدعة غالية، غلا فيها أصحابها، فترك سنةً مشروعة، من هديه عليه الصلاة والسلام، وهو الذكر، والتسبيح والتهليل، أن يذكروا الله فرادى كلٌ يذكر وحده، فاجتمعوا على الذكر، فيه إبطال لسنة؛ وإحداث لبدعة، فالحذر، الحذر من مثل هذا، والحمد لله فيما شرع الله سبحانه وتعالى، و سنة الرسول عليه الصلاة والسلام الكفاية، ولن تستقيموا، ولن تحصوا، ولن يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه.