• تاريخ النشر : 04/01/2017
  • 9455
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1436
السؤال :

يقول السائل : هل يستحب لمن دعا لغيره بظهر الغيب أن يخبره بذلك ؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; ما يتعلق بالدعاء بالغيب، وهل يشرع للإنسان أنه إذا دعا لغيره يقول له مثلًا قد دعوت لك، وما أشبه ذلك، ويخبره؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «دعوة المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب مستجابة»(1)، مستجابة، ظاهره أنه لا يخبره بذلك، حتى يحصل أن تكون الدعوة بظهر الغيب، وبعض الإخوان يبلغ ويرسل؛ قد دعوت لك عند الكعبة، أو عند الحرم،أو دعوت لك في صلاتي أوما أشبه ذلك، هل هذا لا بأس به ؟ الأظهر والله أعلم أن هذا العمل الذي يكون بظهر الغيب أنك لا تخبر به كسائر الأعمال الصالحة هذا هو الأصل، إنما تخبر حينما يكون ذلك نصيحة،مثل ما نقول الإنسان لا يخبر بصلاته بالليل،لا يخبر بصيامه مثلًا، بل يكتم أعماله هذه هي السنة وهذا هو المشروع حتى لا يخرج من ديوان السر، لكن حينما يخرج إلى العلن بغير اختيارك هذا لك أجر السر والعلانية، وأحيانًا قد تخبر أنت مثلًا بالعمل لمصلحة فلا بأس، لو أن الإنسان أراد أن يخبر إخوانه مثلًا بأنه عمل كذا وكذا، فعل كذا وكذا من أعمال الخير التي لا يعلمونها،وهو يريد بذلك أن يحثهم على هذا، هذا قصده، قصد بذلك أن يحثهم على عمل الخير ما قصد بذلك المراءة هذا لا بأس، وهذا عمل صالح. كذلك من دعا لأخيه المسلم وأخبره لأجل أن يدعو له بمثل فلا بأس، هو ما قصد بذلك الإخبار مثلًا، ولكن قصد الدلالة على السنة،وأرسل الحديث، وأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «ولك بالمثل»؛هذا لا بأس، لا بأس به أن يدعو لأخيه المسلم بذلك؛ لأن الدعوة مستجابة. ومما يستقرأ لهذا أن رجلًا كان له صديق، وكان يعني بينه مودة، وكان يأتيه في بيته، وكان يأنس به، وأهله يعرفون ذلك، وكان أهله يحبون ويسارعون أيضًا في إكرامه؛ لأنه صديق لزوجها،وكان هذا لم يتزوج، صديقه هذا ، فقال لزوجته ندعو له بظهر الغيب أن يزوّجه الله سبحانه وتعالى، فقالت: لا، لا ندعو له بذلك، أخشى أن يقول الملك: آمين ولك مثله؛ فالمقصود أن دعاء المسلم لأخيه من الأمر المطلوب، ومن السنة كما في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام آمين ولك بمثل، وبنفس الحديث قال: بظهر الغيب؛ وظهر الغيب أنه لا يعلم. ولكن لو اطلع بعد ذلك لسبب لا بأس، فإن كان لمصلحة، أو أنه كان أوصى بذلك فلا يظهر أنه بظهر الغيب لكنه يرجى بدعوة أخيه المسلم، "ومن دل على فعل الخير فله مثل أجر فاعله "(2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرجه مسلم (2732) (86).
(2) عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي أُبْدِعَ بِي فَاحْمِلْنِي، فَقَالَ: «مَا عِنْدِي»، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا أَدُلُّهُ عَلَى مَنْ يَحْمِلُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ»،  أخرجه مسلم (1893) ،


التعليقات