الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; نعم يشمل صلاة الجنازة، "ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا"(1)، فإذا جئت والإمام قد كبر تكبيرتين فتكبر معه تقول الله أكبر، وبإدراكك لتكبيرك تكون مدركًا للتكبيرة التي مضت، فيعني جئت بعد تكبيرتين كبر فتكون هي الأولى في حقك، وتكون كأنك أدركت التكبيرة الثانية التي فاتتك، كما لو جئت والإمام قد كبر الركوع، ما كبرت معه أنت، أحرم وكبر وقرأ الفاتحة وجئت أنت وهو يقرأ تكبر معه مع أنك ما أدركت معه تكبيرة الإحرام، لكن أدركت تكبيرة الإحرام وأدركت هذه الركعة بتكبيره، كذلك صلاة الجنازة إذا جئت وهو قد كبر التكبيرة الثانية فإنك تدرك التكبيرة الثانية وتقرأ الفاتحة، فإذا كبر الثانية قبل أن تفرغ من الفاتحة تقطع وتكبر معه التكبيرة الثانية، مثل ما لو جئت والإمام قائم وكبرت وقرأت الفاتحة، فقرأت آيتين ثم كبر تركع، وعند جماهير العلماء تكون مدركًا للركعة، ثم تكبر معه الرابعة ثم بعد ذلك إذا كبر الرابعة تكمل دعاءك، تدعو ثم تسلم، كما تقدم، هذا هو القول الأظهر في هذه المسألة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) عن أبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: "إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وَأْتُوهَا تَمْشُونَ وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا". أخرجه البخاري (908) ومسلم (151)(602).