يقول السائل : ما هي الصلوات التي تسقط في السفر؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
الصلاة النافلة الراتبة تسقط في السفر عند أحمد. قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "صحبت النبي عليه الصلاة والسلام وأبي بكر وعمر، وفي لفظٍ وعثمان فلم يكونوا يزيدون على ركعتين لم يزيدوا على ركعتين رضي الله عنهما ثم قال رضي الله عنه: لو كنت أسبح لأتممت(1)، وذهب الجمهور إلى أنها تصلى ومن فعل فلا ينكر عليه، ومن تركها فلا ينكر عليه ولكن مع ذلك ينبغي أنك لا تترك النوافل مطلقاً، لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصليها كما في الصحيحين من حديث أنس(2)، من حديث جابر(3)، من حديث عامر بن ربيعة(4)، وما جاء في أخبار أخرى في الصحيحين كلٌ يخبر أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي على راحلته لكي يصلي النوافل مطلقة أما النافلة فتقدم الاختلاف فيها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ففي "صحيح مسلم" (689) من طريق عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، قال: صحبت ابن عمر في طريق مكة، قال: فصَلى لنا الظهر ركعتين، ثم أقبل وأقبلنا معه حتى جاء رَحْلَه وجلس وجلسنا معه، فحانت منه التفاتة نحوَ حيث صَلى، فرأى ناساً قياماً، فقال: ما يَصنَع هؤلاء؟ قلت: يُسبحونَ، قال: لو كنت مسبحاً لأتممتُ صلاتي يا ابن أخي! إني صَحِبْتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السفر، فلم يَزِدْ على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبت أبا بكر فلم يزِدْ على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبتُ عمر فلم يزدْ على ركعتين حتى قبضه الله، ثم صحبت عثمان فلم يزدْ على ركعتين حتى قبضه الله، وقد قال الله: {لقد كان لكم في رَسُولِ الله أسوةٌ حَسَنَةٌ}
(2) حديث أنس أخرجه البخاري (3085) ، ومسلم (524) (9)،
(3) حديث جابر أخرجه البخاري (1098) ، ومسلم (1273) ،
(4) حديث عامر بن أبي ربيعة أخرجه البخاري (1093) ،