يقول السائل : نمت عن صلاة الفجر ناسيًا ثم أفقت والشمس مشرقًة فلم أصل إلا بعد أربع ساعات؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
هذا ينبني على وجوب قضاء الصلاة إذًا هل هو على الفور أو ليس على الفور؟
الصحيح أن الصلاة يجب قضاها على الفور.
قال عليه الصلاة والسلام: «من نام عن صلاةٍ أو نسيها فليصليها إذا ذكرها»(1) أمر بأن يصلها والأمر بالوجوب. فالواجب المبادرة إلى صلاته ولا يجوز تأخيرها خلافًا للشافعي وجماعة رضوان الله عليهم، إنما التأخير الذي يكون من أجل أن تتهيأ للصلاة فلا بأس، والنبي -عليه الصلاة والسلام- كما في الصحيحين عن جمعٍ من الصحابة لما أنه نام عن صلاته هو وأصحابه عن صلاة الفجر فلم يستيقظ إلا مع حر الشمس قام -عليه الصلاة والسلام- وقال: «ارتحلوا عن هذا الوادي فإنه قد حضركم به شيطان» فارتحل عليه الصلاة والسلام ثم توضأ، وتوضأ أصحابه وصلى ركعتين.
ومعلوم أن هذا يكون فيه وقت ربما يطول فهذا لا بأس به كالإنسان مثلًا يستيقظ مع طلوع الشمس نقول: يستيقظ بعد طلوع الشمس فأنك تتوضأ تستقبل الوضوء، وعليك أن تؤدي المشروع ولك أن تؤذن وتصلي ركعتين، وإن كان هناك إنسان مثلًا في بيته مع أهله وأولاده ما استيقظوا إلا بعد طلوع الشمس هو وأهله وأولاده فلا ينبغي أن تصلي وحدك وتترك أولادك لا، أيقظ أولادك وأهلك، ولو كانت الشمس طالعة هذا هو السُنة صلوا جماعة. يعني لو أن إنسان في بيته استيقظ أو المرأة استيقظت وأولادها نائمون وبناتها نائمات وخاصةً من المكلفين غلبهم النوم في هذه الحالة عليك أن توقظ أولادك من الزوجة والأولاد كذلك المرأة توقظ زوجها وأولادها، وينتظر بعضكم بعضًا حتى ولو تأخروا بعض الوقت في الوضوء لا بأس؛ لأن هذا هو الوقت لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: «فذلك وقتها» كما أنه كان ينتظر أصحابه عليه الصلاة والسلام في الصلاة حتى يجتمعوا يخطب في البخاري حتى يكثروا كذلك أنت، وكذلك الجماعة لو كانوا جماعة مثلًا في مكان، ومجتمعون فغلبهم النوم فلم يستيقظ قبل طلوع الشمس فلا ينبغي أن يصلي كل إنسان وحده أو يبادئ يصلي وحده. لا، ينبغي أن توقظ إخوانك، وأن تتوضئون وتصلون جميعًا هذا هو السنة كما فعل النبي -عليه الصلاة والسلام- لما قام، قام عمر -رضي الله عنه- وجعل يكبَّر حتى استيقظ النبي -عليه الصلاة والسلام- ما قام وبادر للصلاة بل كبَّر حتى استيقظ النبي -عليه الصلاة والسلام- ثم أمرهم بالارتحال فتوضئوا ثم صلوا ركعتين ثم صلوا(2) جماعة هذا هو السنة، وقد يقال هو الواجب؛ لأن الجماعة واجبة فلا تؤخر الصلاة وذلك وقتها كما قال عليه الصلاة والسلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه مسلم (680) (309)، وأبو داود (435) والترمذي (3434)، والنسائي في "المجتبى" (618 - 619)، وابن ماجه (697).
(2) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ لَهُ، فَأَدْلَجْنَا لَيْلَتَنَا، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ عَرَّسْنَا، فَغَلَبَتْنَا أَعْيُنُنَا حَتَّى بَزَغَتِ الشَّمْسُ، قَالَ: فَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ مِنَّا أَبُو بَكْرٍ، وَكُنَّا لَا نُوقِظُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ مَنَامِهِ إِذَا نَامَ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ عُمَرُ، فَقَامَ عِنْدَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يُكَبِّرُ، وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ، وَرَأَى الشَّمْسَ قَدْ بَزَغَتْ، قَالَ: «ارْتَحِلُوا»، فَسَارَ بِنَا حَتَّى إِذَا ابْيَضَّتِ الشَّمْسُ نَزَلَ فَصَلَّى بِنَا الْغَدَاةَ،
أخرجه البخاري (344)، ومسلم (682) (312)،