يقول السائل : هل الصلاة في جماعة تكفي للحصول على قبول الصلاة، وما معنى يحدث نفسه وتحدثه نفسه؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
قوله الصلاة في جماعة، إن كانت جماعة المسجد هذا هو الواجب أما غير جماعة المسجد فلا يحصل بها الفضل إلا إذا كانت جماعة وهو موضع صلاتهم ليس عندهم مكان يصلون فيه، هذا المكان هو مصلاهم ولهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يؤذن(1) فلو سمع النداء جماعة ثم صلوا في البيت وحدهم فإنه لا يحصل لهم الفضل الوارد بل يجب عليهم أن يجيبوا المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح للأدلة الواردة في هذا.إن كان هذا مراده وأنه تحصيل فضل الجماعة في أي مكان فلا تحصل فضل الجماعة إلا بإجابة المؤذن والصلاة مع الناس في المساجد والأدلة في هذا كثيرة. أما يحدث نفسه وتحدثه نفسه هذا واضح بمعنى أنه"إذا توضأ إنسان وأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه"(2) كما تقدم، غفر له ما تقدم من ذنبه بمعنى أنه لا يسعى في حديث نفسه ويمشي مع نفسه في الهواجس والوساوس تخطر له وينساق مع نفسه بل يجتهد في الحضور للصلاة إن كان يقرأ يتأمل ما يقرأ إن كان يستمع للإمام يتأمل ما يسمعه من الإمام في الجهرية، وإن كانت سرية هو يجتهد في حضوره في صلاته وتأمل وتدبر ما يقرأه هذا هو الحضور ولو أنه عرض له شيء بغير اختياره فالنفس كما يقال كالرحى الدوارة النفس مثل الرحى الدوارة تطحن إن وضعت حبًا طحنت لك عجينًا وإن وضعت تبنًا طحنت لك تبنًا ، ولهذا يجتهد الإنسان أن تكون رحاه تطحن البر وتطحن الطعام الطيب حتى يكون أثرها على نفسه طيب. فلا يكون كالنفوس كما يقول ابن القيم رحمه الله في وصف النفس وأنها كالرحى لا يكون تقبل كل شيء من الحصى والتراب والتبن فهذه نفسه بحسب ما تطحن هكذا الخواطر والهواجس حينما تكون الخواطر والهواجس من الوساوس التي تضر وما أشبه ذلك من أمور الدنيا فإن لها أثر في النفس لكن حينما تكون خواطره في التأمل والتدبر والنظر فلها أثر عظيم على النفس ومن أعظم أسباب دفع الهواجس والوساوس عن النفس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِيمًا رَفِيقًا، فَظَنَّ أَنَّا قَدِ اشْتَقْنَا أَهْلَنَا، فَسَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا فِي أَهْلِنَا، فَأَخْبَرْنَاهُ، فَقَالَ: " ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ، فَأَقِيمُوا فِيهِمْ، وَعَلِّمُوهُمْ، وَمُرُوهُمْ إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ " أخرجه البخاري في "صحيحه" (6008) ومسلم (674) (292) ،
(2)أخرجه البخاري في "صحيحه" (164) ومسلم (226) (3)،