• تاريخ النشر : 03/01/2017
  • 215
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

يقول السائل: ما هو قول فضيلتكم في رجل لا يصلي ويشعر بثقل كبير حين يسمع الآذان، لدرجة أنه يهرب وقت الصلاة ولا يصلي مع الناس بالرغم من علمه التام بحرمة هذا الفعل ويعرف الأدلة على ذلك فما هو أنفع حل لمشكلته؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين، أقول لأخينا السائل إنه إن شاء الله على خير، ويرجى له الخير ما دام أنه أحس بخطئه، وأنه على هذا الفعل في ترك الصلاة يدرك إنه لا يجوز ويعلم ذلك بالأدلة، فأنا لست بحاجة إلى أن أذكر له ما يكون فيه تخويف أو تشديد. فالحمد لله، مادام أنه يعلم الأدلة في هذا وقامت الحجة عليه، فعليه أن يعمل وأن يجتهد فيما يكون فيه نجاته والذي أقول له عليه أن يقبل وعليه أن يقلع عن ما هو واقع فيه، وهو يعلم أن ترك الصلاة لا يجوز وعدد ذلك بالأدلة ويتكاسل وعليه يتعوذ بالله من العجز والكسل، فالعجز والكسل من أعظم ما يحبط الشخص عن طرق الخير والهدى والصلاح، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يتعوذ من العجز والكسل(1). فعليك يا أخي أن تتعوذ بالله من العجز والكسل وتتعوذ بالله من شر نفسك،  وتقول اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي(2)، أكثر من هذه الكلمة، فكان النبي عليه الصلاة والسلام يعلمها لأصحابه ويرشدهم إليها، فهي كلمة عظيمة وتستعذ بالله عز وجل وتقول لا حول ولا قوة إلا بالله حسبنا الله ونعم الوكيل، وتقبل على الله سبحانه وتعالى، ثم اعلم إنك حينما تخالف الهوا والشيطان والنفس فتعزم  في أول الأمر، ولو حصل عندك ثقل وكسل فهذا يحدث عندك أنسا وراحة وطمأنينة، وخاصة إننا ولله الحمد على أبواب شهر عظيم وشهر كريم، فأقبل فمن أقبل فإن الله سبحانه وتعالى يهديه ويسدده. وهذا الشهر كمثل الحديث القائل: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر(3)، وأنت ولله الحمد تبغي الخير وتريده؛ ولذلك سألت عن دينك والذي أمله وأظنه فيك إنك تريد بذلك الخير فأقبل واسأل ربك سبحانه وتعالى، يمن عليك بالتوبة. ثم عليك بصحبة الأخيار ومجالس الذكر وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يملأ قلبك بالقرآن والهدى وكرم الله، آمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرجه البخاري في "صحيحه" (2823) و (6367) ، ومسلم في "صحيحه" (2706) (50). (2)أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/1، والترمذي (3483) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (993) ، وابن حبان (899) ، والحاكم 1/510 وابن أبي عاصم (2355) ، والبزار في "مسنده" (3579) ، والطبراني 4/ (3551). (3) أخرجه مختصرًا البخاري (1899)، ومسلم (1079)،


التعليقات