يقول السائل : ما هي نصيحتكم لبعض طلاب العلم وبعض المنتسبين إلى العلم، الذين يتأخرون عن الصلاة وتراهم يصلون في أطراف الصفوف، والصفوف الخلفية؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
على المسلم أن يجتهد في التبكير والمسابقة، السابقون السابقون، السابقون في الدنيا هم السابقون في الآخرة، السابقون للخيرات، ومن المسابقة المسابقة في الصلوات، عموما وخصوصا طلاب العلم وأهل الخير والدعوة إلى الله يجب أن يكونوا قدوة في أبواب الخير، وخاصة هذه الصلاة المكتوبة المبادرة إليها، وروي عن السلف في هذا حكايات عظيمة وقصص، من مسارعتهم وحرصهم على المبادرة والحضور للصلاة في الصف الأول.
ثم إن من أعظم ما يعين العبد على أوان الصلاة هو سماع المؤذن، وإجابة المؤذن كلمة كلمة، وكذلك الوضوء، وأن يكون الإنسان على الطهارة في كل حاله، حتى إذا أجبت المؤذن أنت تجيبه وأنت على وضوء، ثم أيضًا تقول الدعاء بعدما تجيب المؤذن فهو من أعظم المعينات، فإن المؤذن يقول "حي على الصلاة"، فتقول "لا حول ولا قوة إلا بالله"، "لا حول" ، لا نافية للجنس.
والصحيح أنها ليست كما قال بعضهم، لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله، هذا وإن كان من ضمن المعاني، فهو فرد منها، وليس هو المراد، فما في الحديث أو ما في إجابة المؤذن أحد، وهذا ورد في الحديث الذي رواه البزار بإسناد ضعيف، لكن عن أي شيء إلا بعصمته سبحانه وتعالى، ولا قوة لك إلا بالله على شيء من الطاعات وغيرها، {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}([1])، استعانة بالله في كل شيء، وأعظم ما يستعين به عز وجل في صلاته عبادته، في أموره كلها يستعين بالله عز وجل، فالمبادرة إلى الصلاة وحضور الصف الأول، كما قال عليه الصلاة والسلام «لو يعلمون ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه»[2]. قيل القرعة، ثم ذم عليه الصلاة والسلام هنا ، «والذي نفسي بيده لو أن أحدهم يجد عرقا سمينا، أو مرماتين حسنتين[3]». اختلف في مرماتين، اختلاف كثير لكن الشاهد أنه لو دعي إلى شيء من حطام الدنيا التافه، اليسير لبادر إليه وسارع إليه، ومن يدعى إلى الفلاح والخير "حي الصلاة، حي على الفلاح" وأولى بذلك أهل العلم وأهل الدعوة والفضل.